طبول عرسال تدق ورسالة ترامب وصلت.. هل يتراجع عن وقف دعم الجيش؟
في الوقت الذي يقصف فيه الجيش تحركات مسلحي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين في جرود عرسال ويراقبها عن كثب عبر الطائرات التي حصل عليها حديثاً والطائرات غير المأهولة وأبراج المراقبة، وفي الوقت الذي يصب فيه العالم تركيزه على الجهود التي تبذل في سبيل هزيمة “داعش” في الموصل العراقية والرقة السورية، عدّد المحلل الأميركي نيكولاس بلانفورد الأسباب التي من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة إلى خفض دعمها للجيش بموجب مسودة موازنة العام 2018.
في التقرير الذي نشره موقع “كريستيان ساينس مونيتور”، شدّد بلانفورد على التزام الجيش اللبناني التزاماً كاملاً بالحملة الهادفة إلى القضاء على “داعش”، لافتاً إلى أنّ لبنان خامس أكثر البلدان استفادة من التمويل الأميركي، إذ زوّدته بـ1.4 مليارات دولار منذ العام 2005 وبـ85.9 ملايين دولار في العام 2016.
ورأى بلانفورد أنّ قرار خفص تمويل الجيش يوحي بأنّ الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ستتخذ موقفاً أكثر تشدّداً إزاء لبنان في الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أنّ صدى نواقيس الخطر التي دقتها الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة وصل إلى بيروت وإلى داعمي الجيش اللبناني في الولايات المتحدة.
وذكّر بلانفورد بجهود مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الذين سعوا إلى دعم الجيش في مواجهة “حزب الله” لاحتواء إيران، معتبراً أنّ الأخير يشكّل القوة العسكرية الحقيقية في لبنان، نظراً إلى التمويل الكبير الذي يحصل عليه وإلى اختباره ساحات القتال عملياً.
في المقابل، أكّد بلانفورد أنّ النزاع السوري وبروز مجموعات إرهابية مثل “داعش” و”النصرة” دفعا الولايات المتحدة إلى مواصلة دعمها للجيش اللبناني.
من جهته، اعتبر أندرو إكزوم، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباما، أنّ واشنطن جَنَتَ فائدة غير متوقعة عبر دعمها الجيش اللبناني، فبات لها حليف قيّم في قتال المجموعات مثل “داعش” و”النصرة”، واصفاً تخفيض مساعدات الجيش بالخطوة الاستراتيجية الغبية.
في السياق نفسه، نقل بلانفورد عن محللين وديبلوماسيين استبعادهم إقرار الكونغرس مسودة موازنة العام 2018 بصيغتها هذه، وهي القاضية بخفض مجموع الدعم المالي للجيش اللبناني بأكثر من 50 في المئة، موضحاً أنّهم يرجحون إحداث تعديلات عليها، لا سيّما أنّ البنتاغون يؤيد برنامج دعم الجيش وأنّ الأميركيين معجبون بأدائه.
ويتوقع أن يحصل الجيش على طائرتي هجوم خفيفتيْن من طراز “سوبر توكانو” في تشرين الاول واثنتين مثلهما في العام 2018 ودفعة أولى من 32 مركبة مقاتلة مدرعة من طراز “M2 Bradley”، ما يجعل لبنان ثالث البلدان التي تتزوّد بها بعد السعودية والولايات المتحدة.
بدوره، رأى آرام نيرغوزيان، الخبير الأميركي من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية، أنّ تزويد الولايات المتحدة الجيش اللبناني بالمعدات وحدها يكبّدها كلفة سنوية ضخمة ويتطلب منها تمويل الجيش والمؤسسات التي تدعمه بشكل ثابت.
في ما يتعلّق باستعداد الجيش لتسلّم المواقع التي يتمركز فيها “حزب الله” بمحاذاة الحدود السورية خلال الأسابيع المقبلة، خلص نيرغوزيان إلى أنّ هذه الخطوة لم تكن لتتحقق لولا دعم الولايات المتحدة وبريطانيا، مشدّداً على ضرورة مواصلة واشنطن دعمها للجيش.
(ترجمة “لبنان 24” – CS Monitor)