عاصفة تعليق الحريري عمله السياسي مستمرة وانتظار لموقف جنبلاط الليلة
بقي الجو السياسيّ متأثرًا بعاصفة قرار الرئيس سعد الحريري تعليق أعماله الانتخابية والسياسية وتياره السياسي حتى إشعار آخر، وسط توقعات مراجع سياسية وحزبية بأن تترك خطوته تداعيات خطيرة على المشهد الداخلي.
وبحسب” البناء” من المنتظر أن تستمر المناقشات بين المرجعيات الروحية والسياسية لتداعيات انسحاب تيار المستقبل ورئيسه من المشهدين السياسي والانتخابي، ويتوقع ان يعلن النائب السابق وليد جنبلاط موقفاً تضامنياً مبدئياً مع الرئيس سعد الحريري ويطرح أسئلة عن ما يمكن أن يعنيه الانسحاب. وتساءلت المصادر عما اذا كان جنبلاط يستطيع ان يخاطر بالوصول الى موقف عملي كمجاراة الحريري بالانسحاب من الانتخابات، ما يجعل تأجيلها أمراً مطروحاً على الصعيد السياسي بصورة عمليّة؟
ونقلت” البناء” ان معلومات غير مؤكدة تفيد بأن جنبلاط سيعلن عدم مشاركته في الانتخابات تضامنًا مع الحريري. وعلمت “البناء” في هذا الصدد أن جنبلاط سيطلّ مساء اليوم في حوار عبر قناة أم تي في لتحديد موقفه من المستجدّات لا سيما قرار الحريري الأخير.
كذاك حسمت النائب بهية الحريري قرارها، وأبلغت إلى مقربين منها وكوادر منسقية المستقبل في المدينة، وفق مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، أنها «ملتزمة بقرار سعد عدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، هي وولداها نادر وأحمد»، إلّا أنها «لم تجب عن الأسئلة التي طُرحت حول كيفية توجيه أصوات ناخبي المستقبل في الانتخابات المقبلة». وشددت الحريري أمام من اجتمعت بهم أن «بيت الحريري سيبقى مفتوحاً للعمل الخيري والتربوي والاجتماعي»، مشيرةً إلى نيّتها «إعادة تفعيل عمل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة»، إضافةً إلى «تنشيط عمل بلدية صيدا».
أما بالنسبة للأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، فتؤكد المصادر أنه «سيلتزم بقرار والدته في مدينة صيدا». وفيما لفتت إلى أن تعليق العمل السياسي لتيار المستقبل «سيقلّص من دوره»، أشارت إلى أنه “توجّه إلى الولايات المتحدة من أجل توسيع استثماراته التجارية فيها».منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب، مازن حشيشو، أكّد لـ«الأخبار» التزام مجدليون بقرار بيت الوسط، وأن عمل المنسقية «مستمر وسيزيد، إنمائياً وخدماتياً”.إخلاء بهية الحريري مقعدها النيابي لما يقرب من ثلاثين عاماً، يعني خلطاً غير مسبوق للأوراق وقَلباً للمشهد الانتخابي في المدينة رأساً على عقِب، تحديداً في حال عزوف مستقبليي المدينة عن التصويت، ما يعني انخفاضاً في نسب الاقتراع، بالتالي انخفاضاً في الحاصل الانتخابي المطلوب، ما يُسهّل لطامحين كُثر مهمة الظّفر بمقعد آل الحريري، في مسقط رأس “الحريرية السياسية”.
وكتبت” الديار”:هل يعلن جنبلاط اليوم موقفا حاسما من موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية او عدمه تضامنا مع الرئيس سعد الحريري وحفاظا على الميثاقية، او يؤجل قراره بانتظار وضوح موقف جمهور المستقبل والشارع السني وما سيصدر عن دار الفتوى خلال الاجتماع الذي ستعقده قريبا لاعلان موقف من الاقتراع والمشاركة بعد عزوف الحريري، وعلى هذا الاساس والمعطيات ياخذ جنبلاط قراره، وبالتالي فمصير الانتخابات قد يبقى معلقا بانتظار موقف رئيس الاشتراكي واحتمال المقاطعة، وهذا القرار في حال اتخاذه ينزع الميثاقية الدرزية عن الانتخابات مع غياب المكون الدرزي الابرز، وعندئذ قد يصبح تاجيل الانتخابات متقدما مع غياب مكونين اساسيين السنة والدروز.
مصادر سياسية بارزة توقعت في حديث مع “الأنباء الالكترونية” أن “يكون لدار الفتوى والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان دور أساس في المحافظة على حقوق المكوّن السنّي باعتباره حجر الأساس في تركيبة النظام السياسي منذ قيام دولة لبنان الكبير مرورًا بمرحلة الاستقلال في العام 1943 وما عُرف آنذاك بتسوية بشارة الخوري ورياض الصلح، وصولاً إلى مؤتمر الطائف والدور الكبير الذي قام به الشهيد رفيق الحريري لإنهاء الحرب الأهلية وإعادة إعمار لبنان، وما قام به الرئيس سعد الحريري بالعمل على ترسيخ السلم الأهلي والاعتدال والحرص على منع الفتنة السنية الشيعية جراء التمدد الايراني في العراق وسورية واليمن”.
المصادر رأت أن “الأمور لن تبقى على ما هي عليه”، وأشارت إلى “دور كبير في ادارة المعركة الانتخابية قد يلعبه عدد من القيادات الحريصة على حقوق الطائفة السنّية بغية المحافظة على التمثيل السنّي والوقوف سداً منيعاً بوجه الطامحين بمصادرة جمهور الحريري من داخل المكون السنّي وخارجه”.
وذكرت «الجمهورية» ان الساعات الثماني والاربعين الماضية قد شهدت سلسلة لقاءات ومشاورات سياسية، ونقاشات حزبية على غير صعيد، لتقييم تداعيات قرار الحريري وتقدير خلفيات وابعاد هذا التطوّر.
وبحسب المعلومات الموثوقة، فإن التقدير الأولي يشوبه حذر شديد من خطوة الحريري، على ما كشف مطلعون على اجواء المشاورات. وتبعاً لذلك، تعرب مصادر سياسية مسؤولة عن مخاوف جدية من ان يفلت لبنان من ايدي اهله قبل الانتخابات، فالانطباع العام هو ان انكفاء الحريري ليس من عنديّاته، بل هو أُكره عليه، ما يعزّز المخاوف من ان يكون خلف الاكمة شيء ما يُخبّاً للبنان، أبعد من محاولة خلط اوراق، بل ربما تحضير المسرح اللبناني لوقائع جديدة.