علاء إبرهيم ضحية روتين مؤسساتنا الأمنية والقضائية!
علاء إبرهيم شاب جنوبي في العشرينات نشأ وتعلم في ألمانيا، ويعمل استاذ مدرسة ويأتي الى لبنان في المناسبات وكان اخرها قبل ثماني سنوات. يعيش صدمة جراء “استضافته” في ربوع السجن طوال ايام الاسبوع الفائت. بدأت قصته عندما أوقفه عناصر الامن العام في المطار وتهمته الاتجار بالمخدرات والسرقة. وبعد أخذ ورد وطول انتظار نقل الموقوف الى صيدا ومنها الى مخفر المريجة وسط رحلة عذاب لم يعرفها طوال حياته ولم يدرِ ان زيارته الى بيروت ستكلفه هذه المرة كل هذه المعاناة حيث تم وضعه بين شبان أشاوس من الأعلام المرموقة في حقل #المخدرات على انواعها وصولاً الى تسهيل الدعارة وأخواتها. ثبت في التحقيقات مع علاء انه تم زج اسمه في عصابة محترفة لم يلتق أياً من افرادها اللبنانيين والفلسطينيين. وسمع من المحققين عبارة ” نعتذر منك استاذ”، لكن القضاء لم يبتّ بملفه الى اليوم بسبب الروتين المتنفل بين الاجهزة الامنية والقضائية وعدم البت بهذا النوع من الملفات سريعاً قبل سوق هذا النوع من “الموقوفين” الى المخافر والنيل من معنوياتهم وكراماتهم وعدم التثبت من اسماء المطلوبين الحقيقيين.
ويبدو ان جهات عندنا استقت هذا الاسلوب من التوقيف على طريقة ما كان يحدث في “فرع فلسطين” في دمشق من توقيف على الشبهة. وثمة لبنانيون نزلوا في ربوع هذا “الفندق” مرات ومرات بفعل كلما توجهوا الى#سوريا نتيجة تشابه في الاسماء. ويبدو ان هذه العدوى انتقلت الى مؤسساتنا وأرشيف الاجهزة الامنية. لن تطول رحلة توقيف علاء في السجن لكن من سيسترد له معنوياته وكرامته جراء هذه “البهدلة” لعدم وجود داتا معلومات منقحة و”نظيفة” بين الاجهزة. ما الذي يمنع هذا الشاب عند عودته الى برلين من نشر قصته في وسائل الاعلام الالمانية، في وقت لا ينفك المسؤولون عندنا من مناشدة المغتربين ودعوتهم للعودة الى لبنان في زمن “السوق النيابية” التي فتحت بازارها من اليوم.
عائلة ابرهيم لم يبق امامها الا مناشدة وزيري الداخلية نهاد #المشنوقوالعدل سليم #جريصاتي التحقق من هذه القضية والبت بها، لاطلاق نجلها المدرس الذي سيعود على اول طائرة المانية لمتابعة عمله. وعندما يصعد الى سلم الطائرة سيقسم بالله وبأعلى صوته بعدم العودة الى بلده الأم الذي لم تبادله مؤسساته الامنية والقضائية الا القهر والاذلال.
في أول حصة دراسة لعلاء وهو استاذ في الرياضيات ومدرب لفريق كرة قدم ، سيأخذ تلامذته من اللبنانيين جانباً ويزرع في آذانهم الجملة الآتية “لا تفكروا في العودة الى لبنان ولا تصدقوا كل وعود الاصلاح وانتظام المؤسسات”.