‘عليك التنازل’… ‘عربي بوست’ يكشف كواليس ما سمعه باسيل في موسكو
نشر “عربي بوست” مقالًا تحت عنوان: “لا تزال زيارة رئيس التيار الوطني الحر وصهر رئيس لبنان، جبران باسيل، إلى موسكو تحظى باهتمام المتابعين، خصوصاً أنها تأتي في وقت يشهد فيه الرجل المتحالف مع حزب الله والمتهم بقضايا فساد، مقاطعة سياسية من زوار لبنان الخارجيين”.
ولفت المقال، إلى أنّه “يأتي هذا في وقت فرضت فيه الإدارة الأميركية عقوبات على باسيل، والذي ينتظر عقوبات مماثلة قد تفرضها عليه الإدارة الفرنسية التي تتحدث عن فرض عقوبات عن شخصيات معرقلة لتشكيل الحكومة”.
وذكرت مصادر خاصة، تفاصيل الاجتماعات خلال زيارة باسيل إلى موسكو مع المسؤولين الروس هناك وأبرزهم وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وفق مصدر سياسي لبناني مطلع على زيارة باسيل لموسكو، فقد ذكر أن “المسؤولين الروس شددوا على باسيل ضرورة تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري بلا وجود ثلث معطل لرئيس الجمهورية أو لأي فريق سياسي”.
وأضاف, أن “الروس اشترطوا أن تكون الحكومة مؤلفة من وزراء اختصاصيين بجدول أعمال إصلاحي، وأن يكون الفريق متناغماً مع رئيس الحكومة وليس مع الأحزاب”.
وبحسب المصدر، فإن “باسيل سمع من المسؤولين الروس تمسك موسكو بسعد الحريري، ورفضها أي محاولات دفعه للاعتذار و”على الجانب المعترض التنازل طالما أن الحريري مكلف”، على حد تعبير المصدر”.
كما أن الجانب الروسي أبلغ باسيل معارضته الشديدة لمقاربته الحكومية، خصوصاً ما يتعلق بتسمية الوزراء المسيحيين، وأن تؤدي هذه المقاربة إلى أن يقف البلد على إشكالية طائفية، فيما الانهيار متسارع وبحاجة لوقفه بسرعة عبر حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي.
كما أن الجانب الروسي أكد لباسيل أن موانع تشكيل الحكومة انتهت، لأن واشنطن مهتمة بلبنان، بداية عبر بوابة ترسيم الحدود، وأن وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، والذي زار لبنان منذ أسابيع أوضح أن واشنطن مُصرَّة وحريصة على تشكيل حكومة.
وكذلك الأوروبيون الذين يدركون فعلياً ما قد يؤدي لوقوع لبنان في المحظور، فيما أكد الجانب الروسي أن “هناك تواصلاً مع باريس وواشنطن حول ضرورة القيام بتسهيل ولادة الحكومة”.
ووفق المصدر، فإن “المباحثات السياسية الجادة خلال زيارة باسيل اقتصرت على لقاءه ميخائيل بوغدانوف دون مشاركة الوزير سيرغي لافروف، الذي اقتصر لقاء باسيل به على غداء مدته ساعة واحدة، حيث شرح باسيل موانع رفضه السير بالحكومة وارتباطها بخرق الوجود المسيحي في البلاد”.
وقبيل لقاء بوغدانوف بباسيل استقبل الدبلوماسي الروسي السفير اللبناني في روسيا، وأصدر بياناً واضحاً فيه الكثير من المعاني حول تشكيل الحكومة. وهذه إشارة واضحة إلى باسيل أن روسيا تبلغ موقفها للبنان الرسمي وليس لشخصية “عليها عقوبات دولية”.
ووفق المصدر، فإن “بوغدانوف عبَّر عن أمله في أن يلتزم باسيل بتعهده الذي قطعه قبل زيارته لموسكو، خصوصاً وأن حصول الزيارة واستقباله رسمياً مرتبطان بقيامه بتسهيل تشكيل الحكومة المنتظرة”.
على الجانب الآخر، يستقبل لبنان بعد يومين وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي سيحصر لقاءاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، دون معرفة إذا ما كان سيلتقي الحريري أو باسيل.
ووفق مصدر دبلوماسي مطلع، فإن “زيارة الوزير الفرنسي التي ستمتد لأقل من 24 ساعة سيأتي متسلحاً، هذه المرة، بورقة القيود التي ستفرضها باريس، كخطوة أولى، على عدد من اللبنانيين وذلك بمنعهم من الدخول إلى الأراضي الفرنسية بسبب ضلوعهم في عرقلة الخروج من الأزمة، أو بسبب انغماسهم في الفساد”.
ووفق المصدر الدبلوماسي، فإن “لودريان سيلتقي رئيس البرلمان نبيه بري الذي لم يوفر فرصة إلا ووظفها لإخراج أزمة تشكيل الحكومة من المأزق الذي تتخبط فيه”.
ووفق ما يشير المقال، فإنّ “بري اصطدم بشروط عون وباسيل، وحاول الاستعانة بحزب الله للضغط على باسيل، الذي آثر عدم التدخل، وهذا ما فتح الباب أمام اتهامه من قِبَل خصومه بأنه يراعي باسيل إلى أقصى الحدود؛ لأنه يشكل له خط الدفاع الأول الذي يتغطى خلفه لتأخير تشكيلها وربطها بالمفاوضات الإيرانية – الأميركية حول الملف النووي، استجابة لطلب طهران”.
فيما يتخوف المصدر من أن تكون الإدارة الفرنسية تتحضر للانسحاب تدريجياً من الملف اللبناني بعد فشل كل مساعيها لتشكيل الحكومة.
تكشف مصادر مقربة من الحريري، أن الرئيس المكلف سعد الحريري رفض طلب لقاء باسيل؛ لأنّ الأخير لم يسمّه في الاستشارات النيابية، وهو من اليوم الأول يعلن رفضه التعاون معه.
ولفت المقال، إلى أنّه “لم يكتفِ باسيل بذلك بل أعلن مراراً وتكراراً أنه لن يمنح حكومة الحريري الثقة، فيما الحريري يسعى لتأمين الدعم المالي والاقتصادي للبنان وكل الدول التي زارها بما فيها روسيا أبلغته استعدادها لتوفير الدعم اللازم متى تشكلت الحكومة المنتظر منها القيام بوقف الانهيار والإسراع بعملية الإصلاح، وهذا الكلام سمعه أيضاً في قطر والإمارات وتركيا وفرنسا”.
ووفق المصادر، فإن الحريري مستاء من الحملة المبرمجة من قِبَل فريق رئيس الجمهورية وصهره الذي لم يتوانَ عن اتهامه بالقيام بجولات سياحية لكسب الوقت، فيما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، وهي السعي لتجييش علاقاته لمساندة لبنان.
ووفق المصادر، فإن الحريري أبلغ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن لا مشكلة لديه بتشكيل حكومة من 24 وزيراً وبدون ثلث معطل شرط أن يعلن رئيس الجمهورية ميشال عون موافقته المسبقة عليها وإمضاء مرسومها وأن يبلغ ذلك إلى الراعي، وهذا لم يحصل حتى اللحظة.