عن هاني الذي “هزّ جبلنا”.. عرج إلى العمق اللبناني جغرافياً وثقافياً وفنياً
“هاني هزّ الجبل”، هو اسم برنامج المقالب الجديد الذي يقدّمه الممثّل المصري هاني رمزي في الموسم الرمضاني الحالي على إحدى الشاشات العربية، وهي المرّة الثالثة على التوالي التي يقدّم فيها رمزي هذا النوع من البرامج، بعد “هبوط اضطراري” (2015) و”هاني في الأدغال” (2016)، وهي المرّة الثانية التي يتّخذ فيها رمزي من لبنان مكاناً للإيقاع بضحاياه، بعدما جرى تصوير برنامجه الأول “هبوط اضطراري” في مطار “رفيق الحريري الدولي” في بيروت.
لم يكتف رمزي هذا الموسم بالبقاء في المطار، بل عرج إلى العمق اللبناني، ليس فقط جغرافياً، إنّما ثقافياً وفنياً أيضاً، إضافة إلى العديد من الهفوات والتساؤلات حول الهدف من هكذا برامج.
وبعض النظر عمّا إذا كانت المقالب مفبركة ومتّفقاً عليها (والأدلة على ذلك كثيرة) أم لا، فإنّ فكرة استدعاء الضيف بحجّة نشاط للأطفال لمناسبة “عام الطفل”، ما هو إلا متاجرة بقضية إنسانية بحتة، واستغلال حبّ المشاهير للعمل الإنساني بهدف الإيقاع بهم والتلذّذ بتعذيبهم.
وفي بداية الحلقة، حيث يقوم رمزي بالتعريف عن الضحية للمشاهين، يصرخ بصوت عال، قائلاً: “بحبّك”، على وقع أغنية السيدة فيروز “حبيتك بالصيف”، أي أنّ رمزي لم يوفّر حتّى أيقونة الفنّ اللبناني و”سفيرتنا إلى النجوم” من الإستفادة من صوتها في هكذا برنامج.
لم يوفّر رمزي أيضاً اللّهجة اللبنانية، حيث يقوم بالتحدّث مع الضّحية العالقة داخل سيارة على سفح الجبل، والتي يراها عبر الكاميرات بلهجة من المفترض أنّها لبنانية، لكنّها لا تمتّ لها بصلة، بكثير من المبالغة والتصنّع واستعمال مصطلحات فرنسية ليست بمكانها، في محاولة لترسيخ صورة نمطية عن اللبناني الذي يجاهد لكسرها.
ليس هذا فقط، فرمزي ردّد في أكثر من حلقة عندما يُسأل من الضحية عن سبب قيامه بهذا، فيجيب بأنّ “الجمهور بيحبّ كده”، وهو عذر أقبح من ذنب، فكيف يستطيع الحكم على أنّ الجمهور يحب مشاهدة الناس وهي تتعذّب وتتألم و”تحترق” أعصابها بفعل هكذا مقلب يرتقي إلى مستوى الجريمة من دون مبالغة.
هذا عدا عن مسألة السلامة والأمان، فماذا لو ارتكب سائق السيارة القادمة في وجه السيارة التي يتواجد بها الضيف خطأً أثناء القيادة، أو حدث عطل ما في السيارة، أو حدثت مشكلة تقنية في “الونش” الذي يحمل السيارة ويتمايل بها فوق الوادي؟ والأدهى من ذلك أنّ رمزي في نهاية البرنامج يقوم بابتزاز الضحية طالباً منها أن تسامحه حتّى يقوم بإنزالها من السيارة في الأعلى.
يسجّل لـ”هاني هزّ الجبل” نقطة إيجابية يتيمة للبنان، وهي أنّه ينقل عبر شاشة عربية جمال الطبيعة في لبنان، وجباله وتضاريسه ومناطقه الريفية البعيدة عن الساحل والمدن الكبرى.