عيادة متنقّلة لفحص ‘كورونا’ تبدأ رحلتها من النبطية…
غابت الشعنينة هذا العام، فكورونا أحكم قبضته على كل مفاصل الحياة، ولم تقرع أجراس كنائس النبطية وأديرتها، ولم يحضر الأطفال بشموعهم وأمنياتهم. هي المرة الاولى بتاريخ النبطية وقراها تغيب قداديس الشعنينة، فعلها كورونا، قيّد فرحة المؤمنين، ممن لازموا منازلهم، وأضاؤوا الشموع داخلها، وحده رئيس دير مار أنطونيوس في النبطية الفوقا كسر حاجز “كورونا”، لم يترأس الأخير قداس الشعنينة كالمعتاد، حمل معوله وانشغل في زراعة الأرض، لأنها “قداس الحياة”. لم يتردّد الأب نمور بالقول: “فلنرجع إلى الارض لانها تخلصنا من عاهاتنا الشخصية، وتطرد منا الطائفية وتعيدنا إلى الإيمان”. وأوضح: “صحيح لم تُفتح أبواب الدير للقداس، ونتبع كل الأجراءات الوقائية، الا أن أمنياتنا ان نعيش شعنينة مع اخوتنا المسلمين بعد خلاصنا من وباء كورونا”.
قيّد الفيروس حياة الناس، أحكم قبصته على تنقلاتهم، خصوصاً بعد تسجيل أول حالة “كورونا” في بلدة عبا الجنوبية، ورغم ان الحالة من سكان بيروت إلا أن عباس. ت. زار بلدته عبا قبل عشرة أيام، واحتك بكثر، ما زرع حالة من الخوف والقلق، إنعكست مزيدا من الإجراءات الصارمة داخل البلدة. ويؤكد رئيس البلدية محمد عميص أنه “تم وضع كل من احتك معهم عباس بالحجر لمدة خمسة أيام، لنتأكد من عدم إصابة أحد”،
وأوضح: “لم نتأكد إن كان عباس مصاباً قبل مجيئه للبلدة، او بعد مغادرته لها، لذلك عمدنا الى التشدد بالتدابير، كما فرضنا على كل مواطن يعود من بيروت للحجر، سيما وأن نسبة كبيرة من أبناء بلدتنا تقطن في بيروت”. ورفعت بلدية النبطية جهوزيتها، ووضعت القوى الأمنية حواجز شبه ثابته عند مداخلها لضبط حركة الناس، ومراقبة إلتزامهم بالتدابير الوقائية، إضافة الى تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين.
مخالفات “كورونا” الشعبية، قابلها مستشفى نبيه بري الجامعي بالاعلان عن بدء استقبال اول حالة كورونا الأربعاء الماضي، على أن يبدأ المستشفى بإجراء فحص الـpcr بدءاً من نهار اليوم الإثنين. ويستعد المستشفى لاجراء مناورة حية لاستقبال مريض محتمل، للتأكد من جهوزية الفريق الطبي والطاقم التمريضي وفق ما اعلن رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور حسن وزنة، ويؤكد أن “قسم كورونا أُنجز وبات جاهزاً لاستقبال أي حالة محتملة، وبات بإمكان أي مواطن اجراء فحص كورونا داخله”.
ولفت الى أن “جهاز الفحص الخاص بـ”كورونا” بات موجوداً لدينا في المستشفى وانما تشغيله يتطلب بعض الوقت من 10 الى 15 يوماً لكي تستكمل المتممات والملحقات الخاصة به”.
بثقة تدخل الحاجة الثمانينية على كرسيها المدولب الى قسم فحص “كورونا”، في مستشفى نبيه بري الجامعي، تدرك ام إبراهيم أن كورونا خطر ويفتك بكبار السن، فقررت إخضاع نفسها لفحص الـpcr الذي أمنته مستشفى رزق والجامعة اللبنانية الأميركية بشكل مجاني عبر عيادة متنقلة لمن لا يملك تأميناً أو ضماناً صحياً.
لم تكن أم إبراهيم وحدها ممن خضع لفحص “كورونا”، بل أيضا ملاك ويوسف، مستغلين مجانيته من ناحية وكخطوة احترازية من ناحية ثانية، لا تنكر ملاك انها جاءت لإجراء الفحص لأنه مجاني، إذ لم يكن بمقدورها دفع 150 الف ليرة سابقاً، فزوجها بلا عمل، وبالكاد تستطيع تأمين طعامها.
باكراً حضرت العيادة المتنقلة الى النبطية، وحل فريقها الطبي ضيفاً على قسم “كورونا” في مستشفى النبطية الحكومي، الذي بات جاهزاً لاستقبال اي مصاب محتمل بعد تجهيز كل أقسام “كورونا” وغرف العزل. ولفت نائب رئيس الجامعة اللبنانية – الأميركية سعد الزين الى أن “الحملة مجانية هدفها محاربة انتشار كورونا، وموجهة بالاساس لمساعدة اصحاب الحاجة ممن لا قدرة لديهم على اجراء اختبار كورونا، وسنجول المناطق كافة والبداية كانت من النبطية”.
وكانت العياة النقالة قد وصلت وعلى متنها طاقم الطبي يتقدمهم طبيب الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط الى قسم الكورونا، حيث خضع عدد من المواطنين لفحص الـpcr الذي بات ضرورياً، لمواجهة الحرب الكورونية، التي يشنها الوباء الأخطر. وأكد مخباط أن “من ضمن خطة العيادة النقالة تدريب الفريق الطبي على آلية الفحص، وكيفية إجرائه، والفحص الذي نقوم به يقوم على اجراء دراسة لوجود الفيروس والحامض الجيني له داخل العينة وهذا يتم من الأنف والحنجرة”.
المصدر : رمال جوني – نداء الوطن