غسل أدمغة على “فايسبوك”.. هكذا يجنّد “داعش” شباب لبنان
كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: كثيرة هي التوقيفات الأخيرة التي نفذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، وشملت شبانا تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاما، بتهمة التواصل مع “داعش”، حيث أن كثيرا من هؤلاء يقعون ضحية محادثات يجرونها مع خبراء “داعشيين” على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعملون على إقناعهم بالانتقال الى مدينة الرقة السورية والخضوع لدورات عسكرية تمهيدا للمشاركة مع كتائب التنظيم في المعارك التي يخوضها في سوريا أو في العراق.
واللافت أن هؤلاء الخبراء لا يجدون صعوبة في غسل أدمغة الشباب بشكل سريع، وتحويلهم الى أداة طيعة في أيديهم، حيث تطرأ تحولات جوهرية على سلوكهم وعلى مظهرهم، وينفذون ما يطلب منهم من دون أية مناقشة أو حتى إستفسارات، وذلك بعد إقناعهم بوجوب تقديم الطاعة والولاء لـ”ولي الأمر”، والبراءة من كل ما كانوا يفعلون في السابق.
تشير المعلومات المتوفرة لـ”سفير الشمال” الى أن المحققين في بعض الأجهزة الأمنية صُدموا من حجم تأثير الخبراء “الداعشيين” على عقول الشبان وذلك من خلال ساعات قليلة من المحادثات عبر الانترنت، والتي تجعل الشاب من هؤلاء، متحمسا للمغادرة الى مدينة الرقة للجهاد، إضافة الى محاولته إقناع أصدقائه بصوابية خياره وتحفيزهم على أن “ينفروا” معه الى حيث الدولة الاسلامية.
وتقول هذه المعلومات: يبدو أن تنظيم “داعش” قرر فتح باب التجنيد من جديد للشباب من مختلف المناطق والمدن والبلاد، نظرا لحاجته الى عدد كبير من المقاتلين في مشاريعه المقبلة، لذلك فان بعض الموقوفين اللبنانيين إعترفوا بأنهم أعربوا عن إستعدادهم لمن يتحدث معهم من التنظيم بأنهم على إستعداد للقيام بكل ما يطلب منهم في لبنان أو في المنطقة التي ينتمون إليها، لكن المتحدث معهم أصرّ على ضرورة إنتقالهم الى الرقة، للخضوع للدورات العسكرية اللازمة، ومن ثم المساعدة من هناك، عبر تواصلهم مع أصدقائهم ورفاقهم بهدف تجنيدهم لصالح “داعش”.
كما اعترف هؤلاء أن عددا من الشبان خرجوا قبلهم من مناطق شمالية مختلفة الى الرقة السورية، وهم اليوم يشكلون خطرا حقيقيا على محيطهم، لأن الهدف هو تجميع أكبر عدد من الشبان لدى قيادة التنظيم.
وتؤكد المعلومات أن الأجهزة الأمنية رصدت إتصالات ومحاثات بين مجموعة من الشبان الشماليين وبين قياديين في “داعش”، وقد تمكنت قبل أيام من توقيف بعضهم، أما البعض الآخر فقد تمكن من المغادرة قبل وصول القبضة الأمنية إليهم.
وتضيف هذه المعلومات: إن ثمة شبكات محلية وإقليمية تعمل على تسهيل إنتقال الشبان الى الرقة، وأن أي شاب عندما يقتنع تماما بـ”النفور” الى أرض الجهاد، ويخضع لأكثر من إمتحان نفسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن أكثر من قيادي داعشي، وعندما يقع الاختيار عليه، يُطلب إليه التواصل مع أشخاص لبنانيين أو سوريين، يقومون باعطائه المال للانتقال بداية الى تركيا، وهناك يتواصل مع أشخاص آخرين يقومون بتسهيل وصوله الى الرقة، جيث تبدأ المرحلة الثانية من غسل الدماغ ليتحول الى مجند ينفذ الأوامر التي تعطى له، ومن بينها إعطاء ما يمكن من أسماء وأرقام هواتف أو عناوين إكترونية مختلفة (فايسبوك، تويتر واتساب) لعدد من الشبان للتواصل معهم وإقناعهم بالتجنيد لصالح التنظيم.