فاجعة عائلة لبنانية… لم تتحمل وفاة شقيقها فرحلت أيضاً
سبعة عشر عاماً وهي تقاوم المرض، لكن فقدانها لشقيقها قبل نحو أربعة أشهر أوهن عزيمتها على الصمود. لم تعد الحياة هامّة لها، استسلمت ورحلت، لتكون إلى جوار رفيق دربها. هي أمينة الشريف ابنة البقار في الشمال، التي فاجأت الجميع بوفاتها بعدما أطبقت عينيها إلى الأبد. رواية العائلة السوريالية تقول انها لم تقوَ على الصمود والحزن أضعفها، فيما الرواية الطبية تفيد بأن معركتها مع التلاسيميا انتهت الى غير مصلحتها.
رحيل عبد المجيد
عانت أمينة مرض الثلاسيميا منذ صغرها، لكن ذلك لم يكن عائقاً أمامها للاستمرار في حياتها بشكل طبيعي. “كانت تتلقى العلاج دائماً، وعلى الرغم من تدهور صحّتها في بعض الأحيان، كانت تنفض عنها غبار الأوجاع، تقوم وتواجه الصعاب، لتبقى إلى جانب شقيقيها عبد الجميد وعيسى، زهرة يفوح عطرها في منزل يغلب عليه السكينة والهدوء” كما قال عمّها محمد لـ”النهار”، ويضيف: “فجأة انقلبت الأمور، بعد وفاة عبد المجيد (16 عاماً) في حادث سير في الشمال، أثناء قيادته مع أصدقائه درّاجته الهوائية، قبل أن يتركه السائق في أرضه ويلوذ بالفرار وينقل إثره إلى المستشفى. أتت الضربة على رأسه، أصيب نخاعه الشوكي، لم يكن له علاج في لبنان فسلّم الروح بعد محاولته الصمود 12 يوماً في العناية الفائقة”.
أمينة سلكت ذات الطريق بدأ كابوس عائلة الشريف مع وفاة عبد المجيد؛ خفتت ضحكة المنزل، وسيطر الحزن على الجميع. رحيله كان له تأثير كبير على شقيقته، فقد كان رفيقها وصديقها وكل شيء جميل لها. حزنها الشديد عليه أثّر على نفسيّتها ثم على صحّتها، ولفت محمد: “قبل نحو 12 يوماً تدهورت صحّة أمينة، أدخلت المستشفى، كانت بحاجة إلى دم، بقيت يومين قبل أن تعود إلى المنزل، لكن ليلاً تدهور صحّتها فأعيد إدخالها إلى المستشفى. هذه المرة لم تخرج منه على قيد الحياة، فيوم الخميس ما قبل الماضي أصيبت بجلطة في قلبها، نقلت فوراً إلى العناية الفائقة، لكن بعد ساعات أصيبت بجلطة ثانية، لتفارق الروح صباح السبت الماضي”.
انهيار الوالدة
كارثة جديدة أصابت عائلة الشريف. الوالدة المفجوعة بهول المصاب انهارت، فكيف لها أن تستوعب خسارة فلذتي كبدها في غضون أشهر. تدهورت صحّتها، وها هي اليوم في المستشفى، وكما قال محمد: “وضعها الصحّي حرج، فهي تعاني طرف ثلاسيميا. وكما هو معروف الحزن يؤثر على صحّة المريض به، نتمنى لها الشفاء، وأن يبرّد الله نار حرقتها على ولديها”.عندما يقسو القدر على عائلة يحرمها ولدها، فكيف إذا كانت الخسارة مزدوجة!