فضيحة الامتحانات الرسمية.. الاسئلة برعاية “غوغل”!
نشر موقع “ليبانون ديبايت”:
يسود ضياع في وزارة التربية والغرف الدراسيّة عموماً، من جرّاء النمط الجديد المتّبع في أسئلة مسابقات الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسّطة للعام الحالي، بعد أن بانت عيوبها بشكلٍ فاضح.
النماذج المنشورة على موقع “المركز التربوي للبحوث والإنماء” على الإنترنت، والتي هي عبارة عن نماذج أسئلة وأجوبة، يتوقّع أنَّ ورود بعضها في مسابقات الدورة العادية التي ستبدأ في السادس من الشهر القادم (حزيران)، يقول أساتذة لـ”ليبانون ديبايت” إنّها تحتوي مغالطاتٍ فاضحة، إن لجهة الّلغة أو لجهة التنظيم والقيمة والمعلومة، خاصّة في مسابقة مادة الرياضيات”.
ويقول أحد الأساتذة المختصين في هذه المادة لـ”ليبانون ديبايت”، إنّ النموذج رقم 1 مثلاً فيه خلل تقنيّ، فالاحتمالات الواردة للأجوبة، هي جميعها صحيحة، لكن المشكلة تكمن في طريقة تحليل الطالب وأسلوب اختيار الأستاذ (المصحّح) للإجابة الجيّدة، فيندثر هنا المعيار الواحد للاختيار وتحلّ مكانه عشوائيّة تختلف من شخص إلى آخر، فتؤدّي هذه الإجابات إلى خلطٍ وتضاربٍ في المفاهيم لدى الطالب ربّما تؤثّر على طبيعة إجابته، ما يؤدّي إلى خسارته علامات أو عدم نيله ما يصبو إليه.
الأخطاء لا تنحصر في مادة الرياضيات، بل أيضاً في العلوم واللّغات الأجنبية. وفي هذه الأخيرة يظهر بشكل واضح عدم متانتها اللّغوية الظاهرة في صياغة الجمل الركيكة أو غير المفهومة المقصد أحياناً وذات المعاني الملتبّسة، ما يعرّض القطعة إلى صعوبة في الفهم. ويقول أساتذة، إنّ النصوص “هي أقرب من حيث الأسلوب لترجمة موقع غوغل”، كذلك يمكن معاينة وجود أسئلة بالإنكليزية لكنّها في الوقت نفسه غير موجودة في المادة نفسها بالفرنسيّة. أمّا بالنسبة إلى مسابقة اللّغة العربيّة، فيقول مثلاً أحد أستاذة هذه المادة، إنّ “فيها مكامن ضعفٍ كثيرةٍ ولا تصلح لكي تكون مسابقة على مستوى اختبار شهادة أساسية أبداً، وهي قيمة تضاف إلى مستويات ضرب هذه اللّغة في المنهاج الحالي”.
يقودنا البحث حول أسباب الخلل في المسابقات إلى عوامل عدّة، أحدها مرتبط بالنمط الجديد الذي استحدثه الوزير السابق إلياس أبو صعب ضمن القرار 631/2016، الذي قضى بإدخال تعديلاتٍ على الأسئلة تختلف عن جوهر المناهج المعمول بها، والخلل الثاني يكمن في إبعاد رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي عن وضع الأسئلة في المركز التربوي للبحوث والإنماء، والاستعاضة عنهم بـ”دار نشر” قام بالطباعة، فيما تولّى المركز وضع هذه النماذج من قبل لجنة.
وفي البحث عن الطباعة والخلل الواضح في نماذج اللّغات الأساسة مثلاً، نرى أنّ عملية ترجمة النصوص من اللغات الإنكليزية إلى الفرنسية أو العكس، لا تراعى أبسط معايير أو أسس الترجمة، ما فنّد مضامينها بنحوٍ سيء، وباتت قريبة جداً من النموذج المعتمد في الترجمة السريعة “غوغل”، ما يعزّز فرضية قيام “دار النشر” باعتماد هذه الخدمة في الترجمة ما كشف عيوباً كثيرة.
نظرية المؤامرة وكمثل أي حادث مشبوه، تفرض وقعها على ما عداها. انطلاقاً من النماذج المذكورة وصعوبة تعامل الطلّاب معها، ثمّة من يقول من الأساتذة المختصين، إنّ هناك نيّة ربّما أو توجّه ما لردّ الفعل على الإدارة الجديدة في وزارة التربية وتوريطها بنسبة نجاح قليلة في الشهادة مقارنةً مع الأعوام السابقة. هذا الرأي يبني نظريته على جودة المسابقات والأسئلة المعتمدة، ذات النوعية الصعبة والفارغة من المعايير الواضحة للنجاح، التي ودون أدنى شكّ ستؤدّي حتماً إلى انخفاضٍ في مستوى النجاح إلى ما دون المتوقّع، ما سينعكس سلباً على الوزارة التي ستكون أمام واجب المسائلة عن الأسباب.
ما يزيد من الطينة بلّة، هو شمول مرشحي الشهادة الثانوية تركيبة ونمط الأسئلة نفسها، الذين يعانون أصلاً من مكامن خلل كثيرة، كونهم وصلوا إلى هذه المرحلة بعد نجاحهم بإفادات.