فيروس “إسرائيلي” خطير يسبب الموت يدخل سوريا.. عبر “السوشيال ميديا”!
انشغلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بشائعات عن دخول أدوية تحتوي فيروس خطير وقاتل إلى الأسواق السورية تم تهريبها من الاردن، قبل ان تتطور الشائعة وتصبح الأدوية “إسرائيلية ” الصنع.
حكاية الفيروس بدأت إثر انتشار تعميم أمني يطالب الحواجز الأمنية المنتشرة بالتدقيق والتشديد منعاً من دخول وانتشار دواء من نوع “باراسيتامول” يحتوي على فيروس “ماشوبو” الذي يتسبب بحمى ونزيف قاتلين.
التعميم الذي تناقلته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي شهد انتشاراً كبيراً في الأوساط السورية، كما تناقل السوريون صوراً للمنتج المزعوم، وتحذيرات من شرائه أو تناوله، قبل أن تصدر مؤخراً وزارة الدفاع السورية تعميماً على عناصرها بضرورة تبيان حقيقة الدواء قبل تناوله كإجراء احترازي.
عملية بحث عن تاريخ هذا الفيروس وطرق انتشاره أظهرت أن ذات الشائعات انتشرت بداية في الجزائر العام الماضي، وكانت الرواية تدور حول دواء يحتوي على سلك معدني قاتل، وأن مصدر الدواء إسرائيلي، قبل أن تنتشر تنتقل الشائعات إلى دول بعض دول آسيا، وبالتحديد في ماليزيا، حيث قيل إن مصدر الدواء هو الهند، كذلك انتشرت ذات الشائعات في بعض دول الخليج (السعودية – الكويت) في شهر شباط الماضي.
وزارة الصحة الماليزية ومسؤولي الصحة في السعودية نفوا انتشار الدواء الذي يحتوي على الفيروس بشكل قاطع، كما فنّدوا هذه الرواية بشكل علمي “فيروس ماشوبو لا يمكن أن يعيش في وسط جاف وينتقل عبر الدم ولا يمكن أن يحفظ داخل حبة الدواء”.
كذلك نفت وزارة الصحة الأردنية، في شهر شباط الماضي، ذات الشائعات، مؤكدة أن مصدر الباراسيتامول الذي يجري الحديث عنه هندي ولم يدخل الأسواق الأردنية أساساً.
مديريات الصحة في بعض المحافظات السورية (حمص، دمشق) نفت عبر تصريحات صحافية شائعات انتشار هذا الدوا أساساً، كما نفى نقيب الصيادلة في سوريا الدكتور محمود الحسن هذه الشائعات، مؤكداً أنه “خلال جولات ميدانية قامت بها وزارة الصحة ونقابة الصيادلة على عدة صيدليات في دمشق وبعض المحافظات الأخرى بهدف قطع الشك باليقين تبين عدم وجود هذا النوع من الدواء وأن الصيادلة لا يعرفونه ولا يتم تداوله أو بيعه في الصيدليات”.
وأعاد نقيب الصيادلة التأكيد على أن ” الفيروس لا يعيش في بيئة جافة كالأقراص أو المضغوطات على الإطلاق، وأن البارسيتامول لا تدخل تهريباً والسبب أن المادة الأولية لصناعته متوفرة بكثرة ورخيصة الثمن”، مشدداً على أن كل ما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص عار عن الصحة جملة وتفصيلاً.
يذكر أن خبر الفيروس القاتل مازال متداولاً بشكل كبير في سوريا وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما قامت وكالة “سبوتنيك” الروسية بنشر تأكيد حول دخول هذا الدواء نقلاً عن مصدر في وزارة الصحة السورية، لم تسميه، الأمر الذي زاد الطين بلة وضرب تصريحات مديريات الصحة في سوريا ونقيب الصيادلة وتصريحات وزارات الصحة في ماليزيا والأردن وبعض دول الخليج عرض الحائط الأمر الذي ربما يتطلب بياناً واضحاً من وزارة الصحة السورية، التي مازالت تلتزم الصمت كوزارة مسؤولة، لتنهي حالة الخوف المنتشرة في الشارع السوري التي يبدو أنها تحولت إلى سلعة تتسابق الوكالات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى استغلالها بحثاً عن الزيارات (الفيوز) و “اللايكات” دون النظر في نتائج هذه الشائعات على المجتمع.