قراءة إسرائيلية لحرب تموز : جلبت الهدوء للحدود الشمالية لكنها عززت قوة ‘حزب الله’
حذر خبير إسرائيلي بارز في الشأن السوري من الخطورة المتمثلة في الوجود الإيراني على الأرض السورية، حيث يتيح ذلك فرصة لزيادة تسليح حزب الله عبر بصمات إيرانية واضحة.
جولة أولى
بعد مرور 11 عاما على حرب لبنان الثانية، “هناك من يزعم أن هذه ليست حرب بين إسرائيل ولبنان، بل هي جولة أولى في المواجهة بين تل أبيب وطهران”، بحسب البروفيسور إيال زيسر.
ونوه زيسر الخبير البارز في الشأن السوري، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إلى أن “حزب الله كان وما زال قوة إيرانية طلائعية، تم تشكيلها وتمويلها وتسليحها من قبل طهران، التي ما زالت تملي عليه قراراتها”.
وأوضح أن حرب لبنان الثانية “جلبت معها الهدوء المتواصل على الحدود الشمالية، لكنها لم تتمكن من القضاء على قوة حزب الله”، معتبرا أن “الأمر الأكثر أهمية هو أنها لم تمنع إيران من تعميق سيطرتها على شواطئ الشرق الأوسط؛ حيث يأتي الآن دور سوريا”.
كما مثل خطاب أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله الأخير، وتصريحات رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، يوسي كوهين، تذكيرا مهما لهذا الواقع المعقد بين “تل أبيب” وبيروت، حيث حذر كوهين من أن “إيران تقوم بالدخول بشكل سريع للفراغ الناشئ في المنطقة في أعقاب هزيمة الدولة، كما تسعى للسيطرة الإقليمية الممتدة من طهران حتى اليمن ولبنان”، وفق زيسر.
مصانع الصواريخ
وقال: “نصرالله ما زال متحصنا منذ صيف 2006 في الخندق، وكل ما يستطيع قوله لمستمعيه هو القصص المفتعلة عن نجاح منظمته في المعارك مع الجيش الإسرائيلي، واختار في عودته لتهديد إسرائيل بقدرته الصاروخية، في هذه المرة، واختار المفاعل النووي في ديمونة، بدلا من خزانات الأمونيا في حيفا”.
وقدر الخبير الإسرائيلي أن “نصرالله مرتدع؛ بسبب الضربة التي تعرض لها في حرب لبنان الثانية، كما أنه يخشى من حرب أخرى مع إسرائيل”، مضيفا: “فمن هذه الناحية أصبح ذخرا لإسرائيل، فلا أحد مثله يحافظ على ضبط النفس والهدوء على طول الحدود”، وفق قوله.
ولفت زيسر إلى أن “الهدوء يقتصر على منطقة الحدود، لكن العمق اللبناني والسوري يشهد تواصل عملية تسليح حزب الله مع بصمات ووجود إيراني واضح”، مشيرا إلى مصانع الصواريخ التي تقيمها طهران في لبنان؛ لتفادي استهداف شحنات الصواريخ التي تنقلها طهران عبر سوريا إلى بيروت.
الهلال الشيعي
وأما في سوريا، فـ”تزيد إيران من سيطرتها على مناطق كبيرة في الدولة بعد انسحاب داعش منها، وكل ذلك يجري بمباركة روسية، وتحت أعين واشنطن المفتوحة أو المغمضة”، وفق الخبير الذي نبه إلى “صرخة العاصمة الأردنية عمان أمس، عندما اكتشفت أن هناك قوات شيعية تحت إمرة إيرانية انتشرت على طول الحدود مع سوريا”.
واعترف الخبير الإسرائيلي بأن نجاح الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، التي دفعت بها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، لكبح جماح إيران، كان “جزئيا ومحدودا”، مؤكدا أن الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، “منح طهران الشرعية والتشجيع للاستمرار بما تقوم به”.
وتابع: “أما الآن فقد توصلت واشنطن إلى اتفاق مع روسيا حول سوريا، الذي من شأنه أن يمنح إيران شرعية الوجود لفترة طويلة فيها، وأكثر من ذلك العمل على وجود ممر بري يصل بين طهران وبغداد ودمشق وحتى بيروت”، موضحا أن كل ما يجري “يبقي إسرائيل والأردن وحدهما أمام الهلال الشيعي على حدودهما الشمالية”.