قصة زوجين حوصرا بكهف بارد فأحرقا شعرهما ليتدفآ
العربي الجديد
كان سبنسر كريستيانسن وزوجته جيسيكا من أيداهو فولز بولاية أيداهو الأميركية، متحمسين في نهاية الأسبوع الماضي لنزهتهما في ولاية وايومنغ التي تغطي السلاسل الجبلية ثلثي مساحتها، قبل أن تضللهما الاتجاهات وينتهي بهما الأمر محاصرين في كهفبارد لمدة يومين تقريباً، حيث أحرقا كل ما يستطيعان إشعاله حتى شعرهما في محاولة للنجاة.
واختار الزوجان كهف داربي كانيون الجليدي في ولاية وايومنغ بعد أسابيع من البحث للعثور على وجهة مناسبة تشكل مغامرة بالنسبة إليهما للاحتفال بعيد ميلاد سبنسر الذي قال في لقائه مع برنامج Good Morning America، الأربعاء الماضي: “أردت الحصول على مغامرة جيدة ليوم واحد، وأمضيت 3 أسابيع أحاول جمع المعلومات عن الكهف إلا أني لم أتوصل سوى إلى القليل منها”.
ووصل الزوجان الشابان المتمرسان على التسلق إلى الكهف يوم السبت، وكانا يخططان لاستكشافه بضع ساعات قبل أن تتخذ رحلتهما منعطفاً جديداً، إذ وقعا في حفرة داخل الكهف تعلو شلالاً وحوصرا داخلها، ثم اكتشفا أن بعض المعلومات التي حصلا عليها من خلال الإنترنت مضللة بعد أن حاولا استخدامها للعثور على مخرج ولم ينجحا، وفقًا لموقع “فوكس نيوز”.
وأكد سبنسر أنهما أدركا الورطة الكبيرة التي وقعا فيها عندما فشلا نهائيًا في العثور على مخرج داخل المكان البارد الرطب ذي الأرض الموحلة، وقال: “فكرنا مباشرة أننا سنحاصر ونموت هناك، ولم نعتقد أبدًا أن رجال الإنقاذ سيعثرون علينا في الوقت المناسب” ثم أضاف: “لا أستطيع وصف ما مررنا به، كان علينا محاربة الهلع الذي شعرنا به قبل كل شيء”.
وشعر الزوجان بالتعب والبرد إلا أنهما بقيا في مكانهما على أمل أن يجدهما رجال الإنقاذ، وأحرقا كل الأشياء التي كانت معهما بما فيها خصل من شعريهما ليحصلا على القليل من الدفء، وقال سبنسر: “أكلنا كل الطعام الذي جلبناه، وأحرقنا الكثير من الأشياء مثل قبعات البيسبول، حقيبة الظهر والقفازات”.
وسمع الزوجان أصواتاً قريبة بعد محاصرتهما لمدة يومين في الكهف، فصرخا طلباً للمساعدة وتطلب إنقاذهما فريقاً مكوناً من 20 متطوعاً، وتبين فيما بعد أن أسرتهما اتصلت بالمعنيين للبحث عنهما بعد انقطاع أخبارهما وعدم قدومهما لأخذ ابنتهما، وأوضح رجل الإنقاذ كي سي بيس أنهما كانا عالقين في حفرة على ارتفاع 25 قدماً، وأنهما ارتعشا بشدة وأظهرا علامات انخفاض حرارة الجسم عندما عثر عليهما.
واحتفل سبنسر بعيد ميلاده مع أفراد فريق الإنقاذ الذين غنوا له، وأكد أن ذلك اليوم كان بداية عام جديد لن ينساها على الرغم من التجربة المخيفة التي عاشها مع زوجته بعيدًا عن ابنتهما، وأضاف: “أحب أن أفعل ذلك مرة أخرى إذا ما خططت للرحلة بشكل أفضل، كان هذا أجمل كهف تقع عليه عيناي طيلة حياتي”.