قصة مؤثرة.. عروس تموت في يوم زفافها بحادث سيرٍ مروع والعريس آخر المودعين !
«مي ماتت في المستشفى والدفنة بعد صلاة الجمعة».. بهذه الكلمات الحزينة تناقل أهالي قرية الحلواصي البلد بمركز أشمون في محافظة المنوفية، خبر وفاة عروستهم الجديدة «24 عام – كلية آثار»، والتي غرق فستانها الأبيض في بركة من الدماء، عقب تعرض موكب زفافها لحادث، تسبب في انقلاب السيارة التي تقلها برفقة عريسها وشقيقتها «منال».
كان المعازيم ينتظرون قدوم فتاة العشرين لإتمام حفل زفافها، يبتهجون بالزغاريد وأصوات الأغاني، الجميع حاضرون، أقاربها وأصدقائها وعائلات القرية، كي يرونها بهذا الفستان الناصع البياض، فما كان إلا وصول خبر «في حادثة حصلت في الزفة»، لتقع هذه الجملة كالصاعقة على مسامع الجميع، فانقبضت القلوب، وهرولت الأقدام إلى المستشفى للاطمئنان على العروس.
تبدأ القصة بسرد الأهالي تفاصيل الواقعة، لافتين إلى أن العريس توجه إلى «الكوافير» في مدينة أشمون، ورافقته عروسته إلى السيارة المجهزة للزفاف، وانطلقوا في حالة بهجة في اتجاه قاعة الأفراح الكائنة في عزية عمرو (طريق الباجور القاهرة)، وبدأ قائد السيارة في عمل حركات بها يمينًا ويسارًا تعبيرًا عن الفرحة، وخلفه رتل من السيارات تشاهد زفة العروسين، حتي صُعق الجميع بمشهد انقلاب سيارة العروسين على نحوٍ مفاجئ.
إذ اختلت عجلة القيادة بيد السائق وانقلبت السيارة بشكلٍ مُخيف أمام بنزينة قرية سنتريس بمركز أشمون، وفي خلال ثواني تجمع المئات من أقرباء العروسين حول المصابين، وللوهلة الأولى تبين للجميع وجود إصابة خطيرة للعروسة «مي» في الرأس، فضلًا عن إصابة شقيقتها أيضًا ولكنها كانت أفضل حظًا من العروسة.
على الفور، نقلوا المصابتين إلى مستشفى العربي في أشمون، وأخبر الأطباء ذوي العروسة بأن حالتها صعبة، لتعرضها لنزيف في المخ، مطالبين بالدعاء لها، وبعد يومين من القلق والترقب، تسرب للأهالي خبر وفاة العروس متأثرة بإصابتها، ليبدأ أهلها في إعداد إجراءات الدفت وتشييع جثمانها في مسقط رأسها بقرية «الحلواصي البلد بمركز أشمون».
وكشف الدكتور أسامة الفيومي، مدير مستشفى أشمون العام، أن العروسة كانت حالتها سيئة نتيجة تعرضها بنزيف حاد بالمخ والحوض والبطن بالإضافة لكسر في الحوض وأماكن متفرقة بالجسم، تسبب لها في هبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف عضلة القلب، وتم نقلها لمستشفى بعد ذلك إلى مستشفى العربي، فيما تلقى العريس العلاج اللازم، وأجرى الفحوصات اللازمة، وتمثلت معظم اصاباته في «كدمات وسجحات في أماكن متفرقة من الجسد»، وتماثل الشفاء وخرج لاحقًا من المستشفى.
انتظر الأهالي وصول جثمان «مي» للصلاة عليها عقب صلاة الجمعة بمسجد الجمعية الشرعية، ووصلت بالعفل بسيارة إسعاف في تمام الساعة 12 وربع، ويؤكد الأهالي أن أعداد المشيعيين كانت كبيرة للغاية، فلم يكن هناك موطئ لقدم، بدءً من المسجد وحتى مقابر الشيخ علي، والتي تقدر بـ 350 متر تقريبًا.
تلك المسافة كانت شاهدة على توديع عروس المنوفية، حيث أصيب السيدات بالصدمة، وأطلقوا الصراخ والنحيب حتى تدخل شيوخ القرية وكبارها لتهدئة النساء، مؤكدين «هذا في ميزان حسناتها، ودا قضاء ربنا».
وشارك في تشييع الجثمان المئات من أهالي قرية منيل جويدة «قرية العريس»، والتي تفصلها فقط عن قرية العروس شريط القطار، وذلك في حضور العريس ذاته، والذي لم يتمالك نفسه من البكاء طوال فترة التشييع، ليرى بعينه آخر لحظات توديع عروسته إلى مثواها الأخير في المقابر التي تبعد عن قريته بمسافة بسيطة.