كتب حسان شعبان|كيف حول مؤسس الواتساب إخفاقه الى نجاح باهر؟
كتب الاعلامي حسان شعبان في موقع الميادين المقال التالي :
بعد عودته، حاول جاهداَ البحث عن وظيفة جديدة في شركات البرمجيات لكنه لم يحظ بفرصة طوال عامين، فتويتر لم تجد في سيرته الذاتية ما يثير اهتمامها، قصد فايسبوك علها تجد في مؤهلاته ما يلائم تطلعاتها لكنه لم يتجاوز المرحلة الثانية من اختبار الوظيفة فرفض طلبه أيضاً. تقلصت خياراته الوظيفية في سوق العمل دون أن يسعفه طموحه الكبير في إيجاد عمل. شجعته والدته على المغامرة بتأسيس عمل خاص. تشارك مع صديقه جان وأنشأ شركة لإعداد تطبيقات خاصة للهواتف الذكية.
عشر سنوات قضاها براين أكتون في شركة “ياهو”. بدأ العمل كمبرمج للإعلانات ومعالج للمعلومات وتطور وظيفياً حتى أضحى نائباً لرئيس مهندسي البرامج. في العام 2007 قرر تقديم استقالته والسفر برفقة زميله المبرمج جان كوم في جولة سياحية طويلة.
بعد عودته، حاول جاهداَ البحث عن وظيفة جديدة في شركات البرمجيات لكنه لم يحظ بفرصة طوال عامين، فتويتر لم تجد في سيرته الذاتية ما يثير اهتمامها، قصد فايسبوك علها تجد في مؤهلاته ما يلائم تطلعاتها لكنه لم يتجاوز المرحلة الثانية من اختبار الوظيفة فرفض طلبه أيضاً. تقلصت خياراته الوظيفية في سوق العمل دون أن يسعفه طموحه الكبير في إيجاد عمل. شجعته والدته على المغامرة بتأسيس عمل خاص. تشارك مع صديقه جان وأنشأ شركة لإعداد تطبيقات خاصة للهواتف الذكية.
عملاً بجهد وحماسة واتخذا من كاراج متواضع مركزاً لشركتهم بسبب ضعف رأسمالهم، واختارا تسمية التطبيق “واتساب”. أشهر قليلة وبات الواتساب مفعلاً، سرعان ما لاقى استحسان جمهور واسع من مستخدمي الهواتف الذكية. أصر اكتون على عدم تحويل هدفه إلى مشروع يبغي الربح السريع رافضاً انتهاج أسلوب “ياهو” و”فايسبوك” فلم يسمح بوضع إعلانات أو فرض رسوم اشتراكات على برنامجه، كان التطبيق متاحاً للمستخدمين دون مقابل مادي وهذا ما جعله ينتشر بسرعة فاقت كثيراً انتشار منافسيه. لم يرضخ للعروض السخية التي أتته من الشركات الراغبة في الاستحواذ على واتساب، فقد كان يعلم أن مسار نجاجه سيتعاظم. وبعد خمس سنوات وافق المؤسسان بيع شركتهما إلى فايسبوك بمبلغ فاق توقعات أكبر المتفائلين بحيث بلغت الصفقة 19 مليار دولار.
أربعة دروس مستفادة من قصة نجاح براين أكتون:ـ الرؤية: إن الفرق بين الناس العاديين واللامعين هو البصيرة والمثابرة. فالناجحون لا يثنيهم الفشل بل يحفزهم ويزيدهم قوة ومناعة وخبرة ليحولوا التهديد إلى فرصة تقودهم إلى النجاح، من الصعب أن نجد من يتجرأ على الاستقاله من شركة رائدة كـ”ياهو” تاركاً وظيفته الراقية، متخلياً عن كامل مكتسباته، رامياً نفسه في المجهول في مغامرة سيراها “العقلاء” غير محسوبة. ـ الرفض يولد الإلهام: رفض توظيفه من قبل عدة شركات على رأسها “تويتر” و”فايسبوك” لم يجعله يفقد الثقة بقدراته وإمكاناته إنما منحه الإلهام في القيام بتحد أعظم في تأسيس شركة تنتج تطبيقاً تنافس تلك الشركات بجدارة، فالرفض أشعل شرارة ثورته بالانطلاق في بلورة أفكاره بمشروع واضح. فلن تجد الأحلام سبيلاً لتتحقق في إطار وظيفي، فالمؤسسات وأرباب العمل يسعون لتحقيق أهدافهم وليس أحلام موظفيهم. فلربما لو تم توظيف أكتون في “فايسبوك” كان سيكون مجرد موظف عادي وبالتأكيد لم يكن تطبيق “واتساب” سيبصر النور. فالعمل في الشركات العالمية أمر ممتاز ولكنه قد يكون بداية النهاية لأنه سيكبل الموظف بمهام ومسؤوليات محددة تدخله في دوامة الرتابة والتكرار.ـ وضع أهداف استراتيجية وتجنب الربح السريع: التفكير المنطقي لمن عمل عدة سنوات في مجال التسويق و بيع الإعلانات في شركة ياهو أن ينتهج أسلوباً مماثلاً في شركته ولكن براين نسف هذه الاستراتيجية بالكامل بإصراره على رفض وضع الدعايات والألعاب أو فرض اشتراكات على استخدام تطبيقه، بالرغم من الآثار السلبية لهذا القرار لناحية نقص السيولة وتكبد المصاريف دون إيرادات، إنما رؤيته وبصيرته خولته التركيز على الأهداف طويلة الأمد في تقديم قيمة وخدمة مميزة للمستخدمين مما مكنه الحصول على النسبة الأكبر من سوق التطبيقات مما خوله تحقيق ربح خيالي على المدى الطويل.
ـ عدم حرق الجسور: من الطبيعي أن يكون رد فعل براين عنيفاً بعدما رفضت فايسبوك توظيفه وأن يقوم بالتشهير بها ليثبت خطأهم في عدم اختياره انما ما قام به هو عكس ذلك، فقد توجه إليهم بالشكر لإتاحتهم فرصة التعرف إليهم عن قرب وتعمد عدم استفزاز الشركة حينما أطلق تطبيقه دون أن يطرح برنامجه كمنافس لتطبيقات مشابهة لفايسبوك. فهذا السلوك الودي لعب دوراً إيجابياً حينما قررت فايسبوك شراء شركته.