كيف حظي الحريري بموجة تأييد شعبي غير مسبوقة!
استطاع رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي يعتلي موجةً من التأييد الشعبي لم يعش نظيراً لها من قبل خلال السنوات التي قضاها في منصبه، توحيد الفصائل المتنافسة خلفه، بينما تمزق الطائفية باقي أرجاء الشرق الأوسط.
فبعد أن أعلن رئيس الوزراء تراجعه عن استقالته علت صيحات حشود المؤيدين في شوارع العاصمة مرددةً: “سعد، سعد، سعد”.
وقالت مها يحيى مدير مركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت: “المثير بشأن سعد الحريري أن شعبيته تتخطى حدود مجتمعه، وأنها تجمع كل الطوائف – وهو تأييد قومي بشكلٍ أكبر. كان من الواضح أن حريته كانت مقيدةً بتعبيرٍ سياسيٍ، وأن ذلك مس عصباً حساساً على كثيرٍ من الأصعدة”، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Wall Street Journal الأميركية.
وتعد شعبية الحريري المعاد اكتشافها خبراً ساراً للولايات المتحدة وحلفائه الغربيين، الذين لا يرغبون في رؤية استقرار لبنان يتزعزع في الوقت الذي تغرق فيه دول الجوار كسوريا والعراق في الاضطرابات. غير أن الصفات ذاتها تعزز شعبية الزعيم السني في الداخل، خصوصاً استعداده للتوصل إلى حلولٍ وسطيةٍ مع الوكيل اللبناني لإيران، حزب الله، هي ما يراها رعاته القدامى في السعودية نقاط ضعفٍ مميتة.
وقالت مها يحيى أن حزب الله وحلفاؤه يفضلون التعامل مع الحريري أكثر من أي قائدٍ سنيٍ آخر.
وأضافت: “هم يحتاجون لرئيس وزراءٍ يعتنق كل ما يعتنقه الحريري من فكر، من العصرية والتعايش، تلك الأشياء التي تعطي لهذا البلد طابعه وتميزه، والتي هي أساسيةٌ بالنسبة له. هم يرون فيه شريكاً، شخصاً يستطيعون إشراكه، وهو يفهم جيداً فن المساومة”.
ووفق الصحيفة، أراد السعوديون إزاحة الحريري من منصبه لأنهم رأوا بأن مشاركته النفوذ مع حزب الله تمنح الأخير غطاءً من الاحترام لا يستحقه، وفقاً لأشخاصٍ على معرفةٍ بتفكيرهم.
(هاف بوست عربي)