(966portal)
يلاحظ الكثير من الناس ممّن ينشطون على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بأنّ الموقع يعرض عليهم أناسًا قابلوهم في الحقيقة أو كانوا قريبين من مكانهم على قائمة “أصدقاء قد تعرفهم” (People You May Know). ويبدو لهؤلاء المستخدمين أنَّ “فيسبوك” يراقب مكانهم ليُظهِر لهم عندما يتصفحونه الناس الذين كانوا في الموقع الجغرافي نفسه.
وفي هذا السياق، كشف كورتيس سيلفر لموقع مجلة “فوربس” أنّ ما يفعله “فيسبوك” ببيانات المستخدمين يمثّل اعتداءً صارخًا على خصوصية مستخدميه، وردود “فيسبوك” على بإنكار أيّ اختراق للخصوصية.
وفي وقتٍ سابق، نقل تقرير لموقع “فيوجن” (Fusion) ردّ المتحدث باسم “فيسبوك”، الذي قال فيه إنَّ الموقع الجغرافي ليس العامل الوحيد الذي يدخل في معادلة “فيسبوك” لتحديد قائمة “أصدقاء قد تعرفهم” أو (People You May Know)، فهناك عوامل أخرى، مثل: المدارس والجامعات التي تعلَّم مستخدمو “فيسبوك” فيها، وبيانات العمل، والأصدقاء المشتركين، وقائمة جهات الاتصال التي يسمح المستخدمون لـ”فيسبوك” بإدخالها إلى قاعدة بياناته من هواتفهم.
يشعر الكثير من المستخدمين الآن بالقلق بشأن اختراق الخصوصية واستخدام معلومات يظنونها خاصةً وشخصيةً في أغراض أخرى، لكن التقنيات التي قد يعتمد عليها “فيسبوك” لتحديد المستخدمين الذين قد تكون مهتمًا بإضافتهم إلى قائمة أصدقائك قد تكون أخطر من مجرَّد تحديد موقعك الجغرافي. المستخدمون يُعطون “فيسبوك”، طواعيةً، تصريحًا بالدخول إلى ماضيهم كله، وكافة الأنشطة التي يقومون بها على هواتفهم وأجهزتهم الذكية. مثلًا: ربَّما عملت في المكان نفسه الذي عمل فيه أحد أصدقائك، وهذا الصديق له صديق آخر ذهب إلى المدرسة نفسها التي ذهبت أنت إليها، وهكذا.
ويطرح الكاتب في نهاية التقرير فكرةً تشير إلى هدف “فيسبوك” في توسيع شبكة مستخدميه (والبيانات التي يدخلونها في قاعدته)، على حساب رغبة المستخدمين الحقيقة في إضافة هؤلاء “الأصدقاء” وتوسيع شبكاتهم.”باختصار، لقد أصبحنا نحن المنتج الذي يبيعه “فيسبوك”، لذا فهو يحاول أن يجمع أقصى عدد يمكنه الوصول إليه من المستخدمين. لا يهتم “فيسبوك” لأيّ شيء سوى الإعلانات التي يوصلها لشبكة علاقاتك الاجتماعية. لقد أصبح العالم مفرط الاتصال بطريقة تثير الفزع. بالطبع لديك الحرية كاملةً في القفز من قطار شبكات التواصل الاجتماعي في أيَّة لحظة ومقاطعتها تمامًا، لكن تذكَّر أن تكتب منشورًا على “فيس بوك” تُعلن فيه قرارك أولًا”.