لا طحين ولا زيت ولا سكّر.. بعد المناقيش ‘كمان راحِت عَ الحلو’!
قطاع الحلويات على سكة العاصفة، الطحين يهدد وجوده، ومعه يتهدد عشرات العاملين به ليصبحوا عاطلين عن العمل، والسبب الطحين.
فبعد المنقوشة قطعة الحلو في مهب العاصفة، والوضع المعيشي «ما بيطمّن»، والضائقة الإقتصادية تزيد اكثر. ما كاد المواطن يتنفس الصعداء للإنفراج على خط البنزين والمازوت، حتى اطلت عليه الحرب الاوكرانية ـ الروسية، بتداعياتها القاسية على السوق اللبناني المنهك من شدة الازمات. فطالته ازمة طحين وسكر وزيت، والحبل على الجرار.. ما إن راج الحديث عن توقف إستيراد القمح من اوكرانيا، حتى خبأ التجار القمح فاختفى من الاسواق ودخل السوق السوداء، فسجل الكيلو 10 الاف ليرة لبنانية، بعدما كان قبل إسبوع 5 الاف.
محال الباتيسري تعيش صدمة وقلقاً غير مسبوقين، الطحين لديها بات محدوداً، بالكاد يكفيها أسبوعاً كحد أقصى، وبالتالي على مفترق طريق مجهول تقف محال الحلويات اليوم، التي بدلاً من أن تحضّر لشهر رمضان المبارك، تواجه خطر الإقفال، جراء توقف مدّها بالطحين غير المدعوم، ومعها ستكون مئات العائلات التي تعمل في هذا القطاع الحيوي مهددة بدخولها برلمان العاطلين عن العمل.
منذ ايام ويجهد علي صاحب محل حلويات في منطقة النبطية لايجاد طحين من دون جدوى، إتصالات بالجملة اجراها مع كافة التجار والمطاحن والجواب واحد «ما في طحين»، في حين يدخل الطحين في كل اصناف الحلويات، ما يعني انه على قاب قوسين او ادنى من الاقفال على عتبة شهر رمضان، الذي يعتبر شهر الحلونجي بامتياز. إضطر لشراء الطحين من السوق سوداء بأسعار خيالية، بحيث تخطى سعر الـ50 كيلو المليون ونصف المليون ليرة ، وهو مرجح للإستغلال أكثر، ما يعني في حساباته ان اسعار الحلويات سترتفع، خاصة وأن الزيت ارتفع ثمنه أضعافاً. ويؤكد علي ان التجار اخبروه عن ارتفاعات متتالية ستطال الطحين والزيت والسكر، الذي انقطع من معظم المتاجر، في حين سجل ارتفاعاً كبيراً في المتاجر المتوفر لديها.
في محال الحلويات، وحده حديث البحث عن الطحين والسكر يسيطر على الاجواء، لم يواجه هذا القطاع خطراً مماثلا من قبل، ولم يتهدد بالاقفال يوماً، على العكس، شهد إزدهاراً كبيراً خلال السنوات الماضية، ورغم الازمة الاقتصادية بقي صامداً، يعمل فيه مئات الشبان غير ان مصيره مجهول، والخوف من ان يقفل أسوة بقطاع افران المناقيش الذي بدأ يشهد اقفالات بالجملة.
لامست الازمات لقمة المواطن بالمباشر، فالطحين والسكر والزيت من الاساسيات في كل السلع، من الخبز الى الحلويات والمعكرونة وغيرها، وبالتالي الناس تشعر بانها «مخنوقة» وعينها على رفع باقي السلع التي دخلت في مهب الحرب، اذ بدأ المواطن يشعر بارتفاعات جديدة في المتاجر والسوبرماركات، ويتخوف من إرتفاع اسعار اللحوم والدجاج والاجبان والالبان، بل دخل ارتفاع اسعار الدجاج حيّز التنفيذ مسجلاً ارتفاعاً بين 4 و6 آلاف حسب كل محل. احمد بائع دجاج يقول إن الاسعار بدأت الارتفاع، وستزيد بشكل شبه يومي، من دون معرفة الاسباب، لا يخفي ان السبب قد يكون ارتفاع الاعلاف، غير انه يؤكد أن هناك مخزوناً من الاعلاف في السوق فلماذا الارتفاع بمجرد الحديث عن صعوبة تأمين الاعلاف، ما يعني برأيه «ان التجار يتلمسون الفرصة لتحقيق الارباح ولو على حساب المواطن الذي قد يضطر لشراء الدجاج بالقطعة».
لم تعد الازمات «ع القطعة» في لبنان، باتت تهبط بالجملة، ولكن السؤال متى يفعلها المواطن ويقلب الطاولة قبل ان يصبح في خبر كان؟
المصدر : رمال جوني – نداء الوطن