لبنان يتحدّى إسرائيل…
من بين المرّات القليلة التي يقف فيها كل لبنان، وبكل مكوناته وأطيافه السياسية، في وجه الأطماع الإسرائيلية، وهو قرر المواجهة ديبلوماسيًا مستندًا إلى حقه الشرعي في حصّته الكاملة في المنطقة الإقتصادية الخالصة، وذلك ردّا على إدّعاء وزير الدفاع الإسرائيلي بحصّة إسرائيل بالرقعة التاسعة، التي يتمسك لبنان بحقّه فيها من دون زيادة أو نقصان.
وبرز إصرار لبنان، الذي تجّلى في إجتماع المجلس الإعلى للدفاع، على رفض أي تعتدٍ من قبل إسرائيل حتى ولوعلى شبر واحد خارج “الخط الأزرق”، وفي ذلك دلالات واضحة على أن لبنان الرسمي والشعبي يرفض التنازل عن حقه بأرضه ومياهه حتى ولو أضطره الأمر إستخدام القوة، وقد أثبت الجيش في الماضي أن لديه القدرة والإرادة على ردع إسرائيل ووضعها عند حدّها.
ففي شباط من العام 2007 طلب الجيش من القوات الدولية منع القوات الإسرائيلية من العمل في منطقة متنازع عليها في انتظار قيام لجنة مشتركة بالتثبت من الخط الحدودي. وأرفقت هذا الطلب بتحذير من أن الجيش سوف يطلق النار على الجيش الإسرائيلي. لكن قوات الاحتلال رفضت الطلب وأرسلت جرافة من نوع D9 الى المنطقة وتقدمت عشرات الأمتار داخل الاراضي اللبنانية فعمد الجيش اللبناني الى إطلاق النار من رشاشات متوسطة من عيار 12.7 ملم فرد الإسرائيليون بإطلاق قذائف من دبابات باتجاه وحدة الجيش اللبناني. وأصابت إحدى القذائف ملالة تابعة للجيش من نوع أم 113 ولم يكن في داخلها أحد. وفي وقت لاحق أبلغ الجيش القوات الدولية أنه لن يتردّد في تكثيف إطلاق النار باتجاه الاسرائيليين الذين عمدوا سريعاً الى الانسحاب مبتعدين عن المنطقة.
وفي إعتقاد مصادر سياسية مواكبة للأجواء التي سادت إجتماع المجلس الأعلى أن الغطاء السياسي الجامع الذي حظي به قائد الجيش العماد جوزف عون يسمح له بإتخاذ كل الإجراءات التي تمكّن الجيش من مواجهة التعديات الإسرائيلية سواء بالبرّ أو بالبحر، بالتوازي مع تحرّك ديبلوماسي سيكون متوجًا من خلال ما سيثيره المسؤولون مع وزير الخارجية الأميركية في زيارته لبيروت الأسبوع المقبل، وهي الزيارة الأولى بهذا المستوى في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والثانية بعد زيارة قام بها جون كيري، يوم كان الإرهاب يدّق أبواب الجبهة اللبنانية الشرقية.
إن لبنان مستمر في مخطط دخوله نادي الدول النفطية، وهو وقع بالأمس رسميًا عقودًا مع الشركات الثلاث التي ستباشر بعملية التنقيب في العام 2019.
وعلى وقع قرع طبول الحرب بين إسرائيل وإيران، وللمرة الأولى، والتي بدأت بوادرها في الأراضي السورية، فإن لبنان لن يكون في منأى عنها، خصوصًا أن “حزب الله”، على أتمّ الجهوزية لخوض غمار أي حرب قد تقدم عليها إسرائيل، وهي التي تفتش عن ذريعة للكشف عن نواياها العدوانية، وقد يكون إختراق الطائرة الإيرانية من دون طيار لأجوائها فرصة قد تستفيد منها لتبرير أي عدوان محتمل، كانت تحضّر له الأجواء منذ ما يقارب الشهر.
أندريه قصاص – لبنان24 http://www.lebanon24.com/articles/1518248731904032300/