لماذا يتحدث بعض الناس في أثناء النوم؟
نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن ظاهرة الكلام في أثناء النوم ومختلف أسبابها، على غرار العوامل النفسية والوراثية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه في بعض الأحيان قد يخبرك شريكك أنك قد سألته في أثناء النوم ما إذا كان قد أغلق الباب أو السيارة ثم عدت إلى النوم من جديد. في الغالب، تكون ردة فعل الشخص الذي مر بهذه الحالة الضحك بكل بساطة. في الواقع، يوجد العديد من الأشخاص الذين يتكلمون في أثناء النوم، حيث تعد هذه الظاهرة شائعة جدا.
ووفقا للمتخصص في اضطرابات النوم في بوردو، أوليفييه كوست، “يتحدث ثلثا الأشخاص في أثناء النوم في مرحلة ما من حياتهم”. ولكن، يبقى السؤال المطروح: هل تعتبر هذه الحالة عادية؟ وإلى أي مدى قد تكون هذه الأعراض خطيرة؟
وأفادت الصحيفة أن هذه الظاهرة التي تعرف بالتكلم في أثناء النوم، قد تكون مضحكة في بعض الأحيان. في الأثناء، قد تكون أسباب هذه الحالة نفسية بحتة. ففي الواقع، يواصل الدماغ نشاطه في أثناء النوم، ما يفسر قدرتنا على التحدث في أثناء النوم، وذلك وفقا لما أوضحه أوليفييه كوست. ووفقا لعالمة النفس العصبي ومؤلفة دراسة سابقة حول هذه الظاهرة، جينيفرا أوغوتشيوني تعد الأحلام هي أصل هذه الحالة. ففي الغالب، نحن نتكلم فقط عندما نكون بصدد رؤية حلم ما، والكلام يجسد ذلك.
وأضافت الصحيفة أنه انطلاقا من علم النفس العصبي، قد يكون لهذه الحالة علاقة بالعامل الوراثي. ووفقا للخبراء، تتواتر هذه العادة عند الأطفال، حيث قد يسمع الأولياء طفلهم وهو بصدد التكلم في أثناء النوم. وفي هذا الصدد، أوردت جينيفرا أوغوتشيوني، أن “جميع الأطفال يتكلمون في أثناء النوم. وفي الغالب، يعد ذلك جزءا من مرحلة تعلم اللغة لدى الأطفال. أما بالنسبة للأشخاص الأكبر سنا، فتعزى هذه الظاهرة لأسباب متنوعة”.
وتجدر الإشارة إلى أن من بين الأسباب التي قد تدفع المرء للحديث في أثناء النوم، المشاكل على المستوى المهني. ففي الغالب، يواجه الإنسان بعض التغيرات التي تطرأ على حياته العملية سواء السلبية أو الإيجابية، مثل نقله إلى مكان آخر أو فصله من العمل. ونتيجة هذه الأحداث، قد يبادر الشخص بالحديث في أثناء نومه.
وأوضحت الصحيفة أنه غالبا، في اليوم التالي، وعندما يسأل الشخص عن ما كان يقوله في أثناء نومه، يصاب بالصدمة والذهول، حيث لا يدرك الإنسان حقيقة أنه كان بصدد التكلم في أثناء النوم. علاوة على ذلك، يكون جزء كبير من الكلمات التي يقولها غير مفهومة، كما قد تكون مجرد غمغمة وهمسات وهمهمات غير واضحة.
ونقلت الصحيفة على لسان جينيفرا أوغوتشيوني أنه “من خلال الاستماع إلى كلمات الشخص الذي يتحدث في أثناء النوم، لن تتمكن من معرفة أي أسرار أو حقائق تخصه. ففي الكثير من الأحيان، تكون مجرد كلمات مشتتة وغير مترابطة ولا تحمل أي معنى”.
وأضافت أوغوتشيوني، أن “هذه الكلمات قد تكون مبتذلة للغاية، ولكن يمكن أن تكون الكلمات التي يتلفظ بها النائم طويلة وذات معنى”.
وأفادت الصحيفة أن الأشخاص الذين تتواتر لديهم هذه الحالة لا يتكلمون طوال الليل، كما أن ذلك لا يمنعهم من الحصول على نوم عميق ومريح. ففي الحقيقة، لا يستيقظ الإنسان من نومه في أثناء الحديث. ومن المثير للاهتمام أن هذه الظاهرة تكون عادة مزعجة بالنسبة للآخرين، ولكن ليس لها أي تأثير يذكر على الأفراد الذين يتحدثون في أثناء النوم.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه لا يوجد علاج يحول دون الكلام في أثناء النوم. من جانبه، يوصي أوليفييه كوست بأنه في حال أدرك أحدهم أنه يتحدث في أثناء النوم بالتزامن مع مروره بحالة توتر شديدة، يمكن أن يتبع بعض النصائح على غرار ممارسة التأمل قبل الذهاب إلى السرير، حتى لا يزعج من حوله بالحديث في أثناء النوم.