لهذه الأسباب حذف جنبلاط الحريري عن لائحة حلفائه
لم تمر إلا ساعات قليلة على تغريدة النائب وليد جنبلاط التي هاجم فيها وزير الداخلية نهاد المشنوق معتبراً أنه “يدير أمن الطرقات وحوادث السير واضراب الشاحنات ببرودة أعصاب وكأنه في القطب الشمالي” ، حتى كشف جنبلاط وبصراحة تتخطى مسألة الكسارات والمرامل، خلفية هجومه على ممثل تيار المستقبل في الحكومة قائلاً : ” ليس لدي أي حليف في هذه المرحلة إلا رئيس مجلس النواب نبيه بري”. إنه قانون الإنتخاب الذي وتّر علاقة التحالف التاريخي المتين بين الزعيم الدرزي ورئيس الحكومة سعد الحريري. وفي هذا السياق، لا تنكر مصادر بارزة في تيار المستقبل بأن العلاقة في هذه المرحلة ليست على ما يرام مع النائب جنبلاط، والسبب أن رئيس الحكومة يريد انطلاقة إستثنائية للعهد الجديد، حتى لو تطلب منه الأمر التضحية ببعض المقاعد النيابية، وتقديم التنازلات السياسية، وهذا ما يفعله بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والأفرقاء الآخرين، بينما يقارب جنبلاط المسألة من زاوية ضيقة ألا وهي حجم كتلة اللقاء الديمقراطي بعد الإنتخابات النيابية، وعدم التفريط بأي مقعد من المقاعد المسيحية التي ينتمي نوابها اليوم الى الكتلة التي يرأسها جنبلاط “.
أكثر ما أزعج رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي بحسب المصادر المتابعة، هو ما أعلنه الحريري في زيارته الأخيرة الى عين التينة، عن عدم موافقته على جلسة التمديد لمجلس النواب، الأمر الذي يسقط إحتمال عقد الجلسة من دون الفريق السني الوازن أي تيار المستقبل ومن دون الأحزاب المسيحية الثلاثة أي التيار الوطني الحر والقوات والكتائب التي تعارض التمديد وترفض تأمين النصاب لجلسته النيابية. ومن الأمور التي جعلت جنبلاط يحذف الحريري راهناً من خانة حلفائه، موافقة رئيس تيار المستقبل على طرح التأهيل الإنتخابي الذي قدمه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والذي سبق لجنبلاط أن أعلن مراراً وتكراراً في مجالسه الخاصة، أنه لا يقبل النقاش به حتى ولو كان هذا النقاش للنقاش فقط.
إذاً العلاقة بين المختارة وبيت الوسط ليست بألف خير، لكن المتابعين لتاريخها وتطوراتها، يؤكدون بما لا يقبل الشك أن غضب جنبلاط على الحريري لن يطول كثيراً وأن المياه بينهما ستعود الى مجاريها قريباً لأن التحالف الإنتخابي بين المستقبل والإشتراكي لا سيما في الشوف وبيروت والبقاع الغربي، هو من الأمور الأساسية في حياة جنبلاط السياسية، مهما كان شكل القانون وكيفما توزعت مقاعده ودوائره، كل ذلك إنطلاقاً من معطيات لوائح الشطب التي تقول أرقامها إن جنبلاط لا يمكن أن يخوض الإنتخابات في الشوف ضد الكتلتة السني الوازنة في اقليم الخروب ووهذا ما ينسحب أيضاً على البقاع الغربي – راشيا، كما أن مقعد بيروت الدرزي، والموجود في دائرة بيروت الثالثة، لا يمكن لجنبلاط أن يحظى به إلا بموافقة سعد الحريري.