مأساة الطفل موسى بلحص (3 سنوات) … وقائع غريبة … سر بكاء اخوته الصغار وكيف تمكن من رفع غطاء البئر المعدني الثقيل !
لا تزال بلدة صديقين الجنوبية في قضاء صور تعيش اجواءً من الحزن على الرحيل المفجع للطفل ” الشقي والبشوش ” موسى محمد نبيه بلحص ابن الثلاث الذي قضى غرقاً في بئر داخل معصرة للزيتون يملكها ذووه قرب منزلهم في البلدة صباح اليوم السبت…
وقائع غريبة ومحزنة احاطت برحيل الطفل الصغير وبعضها يبدو عصياً على الفهم والتفسير حتى الآن، وكأن الموت قد ناداه واستعجله فكان الرحيل المأساوي في غفلة من الجميع ….
ماذا في الوقائع :
يعاني موسى ابن الثلاث سنوات من صعوبات في النطق دفع بوالدته صباح هذا اليوم المشؤوم الى اصطحابه الى المختبر لاجراء بعض الفحوصات الضرورية لتحديد طبيعة حالته تمهيداً لبدء العلاج اللازم له لتخطي هذا الوضع، وبعودة الوالدة مع موسى الى المنزل، ترجلت من السيارة وارادت انزال بعض الاغراض معها ونزل ايضاً موسى كعادته امام المنزل ثم اختفى فجأة.
بدأت الوالدة بالبحث عنه في كل الارجاء دون جدوى فاستعانت بعدد من الاقارب وابناء البلدة لمعاونتها بالبحث ولم يخطر ببال احد ان موسى قد توجه الى غرفة البئر داخل المعصرة قرب المنزل، فهذه الغرفة عادة ما يكون بابها موصداً ولا يدخلها احد وتستعمل لتخزين كالونات الزيت.
بعد ان عجز الجميع عن ايجاد الطفل موسى قررت الوالدة التوجه الى غرفة البئر، وكأن قلبها ارشدها الى مكان طفلها، وجدت بابها مغلقاً دون ايصاد على غير عادته، دخل الجميع الى الغرفة الا ان غطاء البئر المعدني السميك كان في مكانه وفتحة البئر مغلقة فإستبعد الجميع سقوط الطفل فيه، الا ان احد الموجودين تنبه الى وجود فردة من حذاء الطفل الى جانب البئر فوقعت الريبة وتم فتح الغطاء والكشف على البئر وبعد العديد من المحاولات عثر على موسى غارقاً في داخله فتم انتشاله واخذه الى احد المستوصفات القريبة الا انه وللاسف كان قد فارق الحياة !!
يقول شهود عيان لموقعنا ان العديد من الوقائع الغريبة تحيط بهذه الحادثة المأساوية فلحظة فقدان موسى خرج اخوته الصغار وبدأوا بالبكاء الشديد والصراخ حتى قبل العثور عليه، وكأن قلوبهم الصغيرة البريئة قد شعرت برحيله من عالم الحياة الدنيا الى عالم الاخرة.
امر اخر اثار الحيرة وهو عن كيفية تمكن الطفل الصغير ابن الثلاث سنوات من رفع غطاء البئر المعدني الثقيل والذي عاد وانغلق من تلقاء نفسه لحظة سقوط الطفل في البئر، وتقول احدى جارات العائلة ان الغطاء ثقيل لدرجة انها هي شخصياً تعاني من صعوبات اثناء رفعه !!
يذكر اخيراً ان موسى كان طفلاً بشوشاً محبوباً شقياً للغاية، تأخر نطقه بسبب صعوبات معينة، لم يكن يتجاوب مع احد الا مع صوت والده نبيه، فكان كلما ناداه والده بإسمه هدأ وابتسم واتجه اليه مغتبطاً …..
رحمه الله واسكنه فسيح جناته …