ما سبب اختلاف ألوان العيون ولماذا يراودنا النعاس بعد تناول الطعام؟
لماذا تختلف ألوان عيون البشر؟،وما الفائدة من انقطاع الطمث عند المرأة عند بلوغ سن اليأس؟ أو لماذا يراودنا النعاس دائماً بعد تناول الطعام؟
أسئلة تخطر في الأذهان حول أجسادنا، دون أن نعرف إجابات علمية ومقنعة لهذه الأسئلة التي تثير حيرة الجميع، لتكوين معرفة شاملة عن آلية عمل أجسادنا.
في ما يلي نتعرف على إجابات هذه الأسئلة كما جاءت في صحيفة El confidencial الإسبانية.
1- لماذا نمتلك ألوان أعين مختلفة؟
تختلف ألوان أعيننا من شخص لآخر، من الأخضر إلى الأزرق والبني والرمادي، في حين تتميز أعين القردة بلون موحد ألا وهو البني الداكن. من المؤكد أن لون العيون سمة وراثية تحددها كمية وكيفية توزيع الميلانين في قزحية العين، وهي عملية معقدة تتدخل فيها عدة جينات.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن لون الأعين الطاغي في جميع أنحاء العالم، هو اللون الكستنائي. ولكن يعد لون أعين سكان أوروبا حالة استثنائية، حيث نجد مجموعة متنوعة من الألوان التي يفسرها العلماء وفقاً للعديد من النظريات.
ويكمن السبب الرئيسي وراء نقاوة بشرة سكان أوروبا واختلاف ملامحهم عن بقية سكان العالم في تشبع أجسادهم بالفيتامين “دي” وذلك نظراً لتمركزهم على مستوى خطوط العرض البعيدة عن خط الاستواء. ومع ذلك، فإن تصبغ البشرة والعينين غالباً ما يكون مرتبطاً بعوامل أخرى.
إلى جانب ذلك، يرتبط التنوع على مستوى لون العين بعملية التهجين مع الإنسان البدائي، لكن هذا غير وارد في حالة سكان أوروبا، لأن الدراسات السابقة تؤكد أن جينوم ميتوكندريون، الذي نجده لدى النياندرتال، أي الإنسان البدائي، لم يصل إلى الجيل الأوروبي الحديث بنفس القدر مقارنة بالأوروبيين القدامى الذين يمتلكون أعيناً فاتحة اللون، وهو ما يفترض وجود سبب آخر لهذا التنوع.
2- هل تعاني الحيوانات من انقطاع الطمث؟
يُعتبر سن اليأس ظاهرة غريبة نوعاً ما من وجهة نظر طبيعية، فالرجال يتمتعون بكامل خصوبتهم تقريباً في مراحل متقدمة من العمر، بينما تنتهي خصوبة النساء بين سن 40 و50 سنة. وعند بلوغ المرأة سن اليأس، يشهد جسمها تغييرات كبيرة للتكيف مع الوضع الجديد.
وفي هذا الصدد، إذا كان الغرض من وجود أي كائن حي هو ضمان البقاء ونشر جيناتهم، فلماذا يطرأ مثل هذا التغيير؟ وهل تمر إناث الكائنات الأخرى بتحولات جسمانية وهرمونية مماثلة؟ أو هل يمكن أن تنتهي خصوبتها في مرحلة؟ وتتمثل الإجابة عن كل هذه التساؤلات في “نعم”، والأمر سيان بالنسبة لبعض الثدييات البحرية.
كانت حيتان الأوركا، المعروفة باسم الحوت القاتل، محور إحدى الدراسات التي تهدف إلى فهم الغاية من انقطاع الطمث لدى الكائنات الحية.
وهنا يمكننا الحديث عن “فرضية الجدة”، التي تقر بأن في إناث البشر، والحيوانات تشهد خلال مرحلة عمرية متقدمة انقطاع الطمث والانتقال من سن الإنجاب إلى فترة ما بعد الإنجاب.
ووفقاً “لفرضية الجدة”، تكرس الإناث خلال هذه الفترة، وقتهن وجهودهن وخبراتهن في تربية الأحفاد، وذلك لضمان الحفاظ على البقاء والتكاثر، مما يضمن استمرارية التركيبة الجينية الخاصة بهم.
3- لماذا يبرد الفم عند أكل النعناع؟
في العديد من المطاعم، تُرفق أغلب الأطباق بقطعة صغيرة من حلوى النعناع يتم تناولها بعد الانتهاء من تناول الطعام، ما من شأنه أن يبعث إحساساً بالانتعاش. ويعود سبب ذلك إلى تأثير النعناع في الفم، لكن إذا كان الشعور بالبرد، فإن هذا الشعور لا يتولد عادة من أكل طعام ما خلافاً للثلج، فلماذا يتولد لدينا هذا الإحساس؟
تكمن الإجابة عن هذا السؤال في أن المادة المسؤولة عن هذا الشعور هي دون شك من بين مكونات النعناع، وهي مادة المنثول التي تؤثر على مستقبلات التذوق في اللسان، التي يطلق عليها مسمى “TRPM8″، التي تتمكن من نقل إشارات البرد إلى الدماغ عند أكل أو شرب شيء بارد أو مجمد.
4- لماذا نتعرق عند تناول أطعمة حارة؟
عند تناول الأطعمة الحارة، يتولد لدينا شعور بالحرارة ما يجعلنا نتعرق. ويعزى سبب تعرض المرء عند تناول الفلفل الحار، أو الفليفلة الحمراء، أو صلصة التاباسكو إلى احتوائها على مادة الكابسيسين، التي تعتبر وسيلة للدفاع عند النباتات ضد الحيوانات المفترسة. لذلك عند أكلها يتفاعل الجسم بتلك الطريقة ما يجعل معظمنا يتجنب تناولها مرة أخرى.
ولتوضيح ما يحدث في الفم عند تناول الفلفل الحار، فإن الكابسيسين يعمل على تحفيز مستقبلات الحرارة في اللسان التي نجدها في البراعم الذوقية الواقعة في طرف اللسان، التي ترسل بدورها إشارت عصبية للدماغ تنبه من خلالها ارتفاع درجة حرارة الجسم.
يقوم الجسم آنذاك بتفعيل آليات الدفاع التي تتمثل أساساً في التعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم، ونتيجة لذلك تتمدد الأوعية الدموية لمساعدتنا على استعادة مستويات درجة الحرارة العادية.
5- لماذا نحسّ بالنعاس بعد تناول الطعام؟
من المحتمل أن تكون القيلولة إحدى العادات الصحية دون شك. لكن الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام هو شعور عالمي يراود أغلب الأشخاص. فما سبب ذلك؟
يعتقد الكثير من الأشخاص أن هذا الإحساس مرتبط بانتقال الدم من مختلف أطراف الجسم والدماغ إلى المعدة لتحفيز عملية الهضم، لكن وفقاً لباحث البيولوجيا الجزيئية والخلوية وعلم الأعصاب الخبير، جيلز تيو، من جامعة كامبردج، فإن هذه الظاهرة ليست سوى أسطورة.
إن الحقيقة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، فعندما تتراكم لدينا كتلة من الطعام في المعدة والمسالك المعوية، يؤدي ذلك إلى تنشيط ما يسمى بالجهاز العصبي اللاودي، وهو جزء من الجهاز العصبي الذاتي المتحكم في الوظائف والأعمال اللاإرادية للجسم، المسؤولة أساساً عن إنتاج واسترجاع طاقة الجسم.
وعلى عكس النظام العصبي الودي الذي يهيئنا لردود الأفعال المرتبطة بحالات الطوارئ في الجسم على غرار الإجهاد، تكمن وظيفة الجهاز العصبي اللاودي الرئيسية في الحفاظ على استرخاء وراحة الجسم عند بذل مجهود بدني، خاصة عند الأكل أو ممارسة الجنس.