ما قصة عيد العمال وكيف تحدد الأول من أيار يوماً عالميا لهم؟!
يحتفل العالم فى الأول من أيار كل عام بعيد العمال، ويمثل هذا اليوم ذكرى أول اجتماع شامل عقده عمال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1886 لمناقشة أوضاعهم وحقوقهم، واستمر هذا الاجتماع حتى الرابع من أيار، مطالبين بتخفيض ساعات العمل إلى 8 ساعات بدلاً من 10، وتحسين الأجور، ورغم أن العمال كانوا قد حصلوا على تصريح بالاجتماع وحضره عمدة شيكاغو، إلا أن الشرطة اقتحمت مقر الاجتماع بالتزامن مع انفجار قنبلة فى المكان دون أن يعرف أحد مصدرها، وراح ضحيتها 11 شخصًا منهم 7 من الشرطة، وهو ما اتخذته الشرطة ذريعة للتدخل وإطلاق النار،
وتحولت الساحة إلى ميدان حرب، وفى اليوم التالى صدرت الصحف منددة بالعمال واتهمتهم بأنهم يسعون إلى إحراق مدينة شيكاغو، وبذلك أصبح الجو العام مهيأ لمحاكمة العمال، وشهدت المدينة إضرابات واسعة استمرت 15 ساعة يوميًا، واشترك فى هذه الاحتجاجات ما يقرب من 350 ألف عامل كانوا يعملون فى 20 ألف مصنع، وقتل خلال المصادمات عدد كبير من العمال، ومع ذلك صدرت الأحكام بإعدام 7 منهم وسجن واحد، وخفف الحكم بعدها عن اثنين من المحكوم عليهم بالإعدام إلى السجن المؤبد، بينما انتحر أحدهم وتم تنفيذ الحكم فى الأربعة الآخرين، وظل الثلاثة المحكوم عليهم بالسجن فى محبسهم حتى تم العفو عنهم بقرار من حاكم ولاية إلينوى التى تقع مدينة شيكاغو ضمن حدودها، وأكد الحاكم وقتها أن العمال الـ8 كانوا أبرياء، حيث اعترف قائد الشرطة أنه كان من ألقى القنبلة التى انفجرت وانفجرت معها الأحداث، ولهذا بدأ تخليد ذكرى هؤلاء العمال فى كل من أمريكا وكندا واستراليا، حتى جاء عام 1904 ليشهد انعقاد مؤتمر الاشتراكية الدولية بمدينة أمستردام، والذى دعا النقابات العمالية والمنظمات إلى اعتبار الأول من مايو احتفالاً عماليًا، وسعت المنظمات الاشتراكية إلى جعله يوم عطلة، وبالفعل باركته الكنيسة الكاثوليكية عام 1954، إلا أن الحكومة الأمريكية ظلت لأعوام طويلة ترفض الاحتفال به فى الأول من مايو حتى نجحت ضغوط المنظمات العمالية الاشتراكية فى فرضه عليها.