ما هو سر وجود أعداد كبيرة من الزهور أمام مكان جلوس ملك السعودية؟
بدأت الأقاويل عن صحة سلمان بن عبدالعزيز منذ 2013، وهو العام الذي تولى فيه ولاية العهد، فبداية من ما كتبه المحلل السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، توماس ريدل، عن ” الاعتلال الذهني لولي العهد الجديد “، والذي نقل عنه المحلل والخبير في الشأن السعودي، سايمون هندرسون هذا الأمر بالإضافة إلى تأكيدات نقلها عن مصادر دبلوماسية أميركية أن ” الأمير سلمان يعاني من تشتت الذهن وفقدان بالغ في التركيز جعله شريد في أحد الاجتماعات والتحدث عن أمور غير مفهومة وغير متعلقة بأجندة الاجتماع “.
ووبحسب وكالة “سانا”، التقى مسؤولون غربيون رأس النظام السعودي سلمان وسربوا إلى وسائل الإعلام اقتناعهم بأنه “غير كفء عقلياً وغير قادر على التركيز على المواضيع التي يدور الحديث بشأنها”.
وفي تقرير أخر متصل بالأمر ذاته عن تفاصيل المرض الذي يعاني منه الملك سلمان والذي يحد من قدرته عن اتخاذ أي قرار أو حتى التواصل السليم مع محيطه، فيذكر التقرير أن “صور الرنين المغناطيسي سوى تأكيد ما كانت تشير إليه العوارض الظاهرة لمرض الملك سلمان الحالي: العته الوعائي أو خرف الأوعية الدموية”. ويقول طبيب اطلع على ملف الملك إن الأمير سلمان سبق أن أكد منذ العام 2009 التشخيص نفسه، إلى المعاناة من تشوش ذهني عابر، ونقص في التركيز، واضطراب متزايد في السلوك اليومي، وصعوبة نسبية ومتقطعة، في الاحتفاظ بتوازن مشيته.
وعليه، كشف الكاتب في صحيفة الإندبندنت البريطانية باتريك كوكبيرن أن رأس النظام السعودي سلمان بن عبدالعزيز يستعين بجهاز تلقين إلكتروني لإخفاء عجزه عن إجراء محادثات مترابطة حول القضايا المهمة مع الوفود الرسمية التي تزوره.
وأوضح كوكبيرن في مقال نشرته الصحيفة أن وزراء الخارجية الذين زاروا سلمان في الآونة الأخيرة لاحظوا وجود أعداد كبيرة من الزهور الموضوعة أمام مكان جلوسه، وعند التمعن بهذا الموضوع أكثر أدرك الزائرون أن الهدف من وضعها هناك هو إخفاء جهاز حاسب يعمل بمثابة ملقن لتمكين الملك السعودي من الظهور على أنه قادر على إجراء محادثة مترابطة حول القضايا المهمة.
ولفت كوكبيرن إلى أن الخبير في الشؤون السعودية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى سايمون هيندرسون الذي كان برفقة أحد الوفود الرسمية التي زارت سلمان أكد أن أحد مساعديه يتواجد دائما على مقربة منه ويقوم بطباعة العبارات التوجيهية على لوحة مفاتيح الحاسب لتظهر على شاشة كبيرة معلقة من سقف الغرفة ويقوم سلمان بترديد ما كتب عليها.
حقيقة مرض الملك سلمان تأتي في وقت دقيق تشهد المملكة فيه صراعاً داخلياً قد ينفجر أي لحظة، خاصة وأن أمر استغلال محمد بن سلمان لمرض والده في إفساح الطريق أمامه نحو عرش المملكة قد أصبح أمراً علنياً ومؤكداً، وهو ما قد يدفع الأمور مع خصمه محمد بن نايف إلى الحافة، خاصة وأن الأول يدرك أن ترك والده العرش سواء بالوفاة أو بالإعفاء لما ألم به من أمراض يعني أن الأخير سيصبح الملك القادم بلا شك، وفي هذه الحالة ستكون الإطاحة ببن سلمان وبطموحه أسهل من ذي قبل، خاصة وأنه فشل في تحقيق أي انجاز على المستوى الداخلي أو الخارجي في الفترة التي انفرد بها بشكل شبه تام بأمور المملكة في الداخل والخارج.