مستقبلاً.. لمن يود شراء شقة: الكبيرة هي الأقل سعراً!
بعنوان “اشترِ شقة والثانية ببلاش”.. تراجع سعر الشقق الى 50% حقيقة ولكن؟!” تناول موقعنا معلومات هامة عن هبوط اسعار الشقق مستقبلاً الى النصف، عدا عن إنخفاض أسعارها في الوقت الحالي بنسبة 25-30% لاسباب ذكرها خبراء اقتصاديون في التحقيق، إلا أن المفارقة أن الاسعار عملياً لم تشهد هذا الانخفاض، خاصة في المدن الكبرى، ما يضع بعض أصحاب العقارات في لبنان قيد المساءلة والرد على هذه المعلومات التي أثارت جدلاً لدى الرأي العام.
أولاً، لماذاً لم تنخفض أسعار الشقق عملياً؟
يرد أمين سر جمعية مطوّري العقار في لبنان (REDAL) مسعد فارس إلى أن السبب المباشر هو أن سعر الأرض لم يهبط”، مؤكد أن “من لديه أرض للبيع يكون عادة متمسك بها لأنه لا كلفة عليها (وراثة) ولا فوائد للبنوك عليها، ما يجعل أسعارها متماسكة. وفي ما يخص أسعار الشقق، فالخريطة العقارية تؤكد أنه كلما كانت أكبر حجماً، كان “الحسم” عليها أكبر. ويعرض فارس أمثلة قائلاً إن الشقة التي تبلغ مساحتها 100 متر لا حسومات عليها لان الطلب عليها كبير، أما شقة الـ500 متر فقد يصل سعر الحسم عليها الى 30-35%، وبناءً عليه، فإن أصحاب الشقق الكبيرة في بيروت (كليمنصو وسوليدير ورأس بيروت والرملة البيضة وغيرها)، والتي تبلغ سعرها حوالى 3 أو 4 مليون دولار، فإن أصحابها على استعداد لأن يكونوا مرنين جداً مع المشتري، بنسبة قد تصل الى 30%.
ماذا عن المشاريع المستقبلية؟ يشير فارس الى أن “لا مشاريع جديدة في بيروت”، شارحاً إن شراء الأرض في قلب بيروت وبناء مشروع عقاري يعتبر الآن استثماراً خاسراً، وبحسبة بسيطة، فإن سعر متر البناء مع التكاليف الأخرى لمشروع كامل قد تعود بخسارة على صاحب العقار. ورداً على مقولة “صاحب العقار دائماً يكسب”، سأل: “من هو صاحب العقار؟” من المهم الإشارة الى أن صاحب العقار هو الذي يملك عقاراً، أما صاحب العمار هو الذي يشتري العقار، مؤكداً أن “ثلث الكلفة قبل بدء التعمير تذهب كضرائب ورسوم الى الدولة.
لماذا لا يوجد شفافية بسعر الأراضي في كل الأراضي اللبنانية؟ يوضح فارس أن “عملية البيع وسوق العقارات في لبنان يستندان على الاستشارة الحرة وظروف البائع، لذا لا يمكن تجميدها بسعر محدد، مشيراً الى أن سعر متر الارض في قلب بيروت قد يختلف من حي الى آخر (يتراوح بين ألفي دولار الى 15 ألف دولاراً) ويعود ذلك الى أن الدائرة كبيرة، لكن مثلاً في عاريا يبلغ سعر المتر 300-400 $ فقط).
أما بالنسبة الى الوضع العقاري مستقبلاً، يشير الى أن هناك مشاريع تُبنى خارج بيروت، وبناءً على كل ما ورد، فإن الاسعار الجديدة للشقق الصغيرة لن تهبط لانها مطلوبة، لذا لا يمكن أن ينتظر اللبناني خفض على اسعار الشقق دون الـ500 ألف دولار، لكن كلما ارتفعت مساحة الشقق انخفض سعرها”.
ويختم فارس: “إن صغر مساحة لبنان وندرة الأراضي القابلة للإستثمار فيه يجعلان كل متر مربّع فيه ثميناً”.