مسعى الحريري الرئاسي «في خبر كان»
على الرغم من أجواء التصعيد بين السعودية وإيران، عاد فريق الرئيس سعد الحريري إلى الواقعية، تحت ضغط التوتر السعودي ــ الإيراني، مبتعداً عن التسويق لقرب انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، فيما تؤكّد مصادر مستقبلية معارضة للمسعى أنه «صار في خبر كان».
لم يكد يبدأ العام الجديد، حتى ارتفع منسوب التصعيد بين المملكة السعودية وإيران على خلفية إعدام السعودية الشيخ نمر النمر. ولا يبدو قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والخطاب الحاد المتبادل، نذير خيرٍ على مسعى الرئيس سعد الحريري لدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، بعد أن كان الفريق اللصيق بالحريري يوحي في نهاية العام الماضي أن بداية العام الجديد ستشهد بدء الحركة الفعلية للسير في المسعى. وعلى الرغم من «سوداوية» الصورة بالنسبة إلى المسعى، فإن جزءاً من فريق الحريري لا يزال يراهن على لقاءات من المفترض أن يجريها الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلّ من باريس والفاتيكان، آملين أن يكون للبنان حصّة فيها، تُسهم في دعم وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة وحلحلة العقد، ولا سيّما الموقف الإيراني.
أما «الحريريون الواقعيون»، فبدأوا خلال اليومين الماضيين بالتخفيف من حدة تفاؤلهم، معتبرين أن حالة التوتر في العلاقات بين الرياض وطهران لن تسمح. إلّا أن مصادر مستقبلية معارضة للمسعى أكدت لـ«الأخبار» أن «التسوية باتت في خبر كان، والسعودية ليست في وارد الموافقة عليها»، مؤكّدةً أن «كل المعلومات التي تتحدث عن موافقة الرياض غير دقيقة، وأن الحريري بات مقتنعاً بأنها لن تمر، لكنه يريد الإبقاء على الأجواء المشجعة لها كي لا يعلن فشلها». ولفتت إلى أن «الجميع يدرك أن لا انتخابات في الأشهر الست المقبلة، والأسماء التي يمكن أن تصبح مقبولة بعد كل التداعيات التي تركها ترشيح فرنجية، يمكن أن تكون توافقية، ولكن ليست استفزازية لأيٍّ من المرشحين الموارنة الأربعة، ولا سيما العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع».
في المقابل، أفادت أوساط مستقبلية بأن موفدين للحريري سبق أن أبلغوا أكثر من شخصية سياسية عزم «الشيخ سعد» على توزيرهم مقابل سيرهم بدعم ترشيح فرنجية.