معادلة حكومية جديدة تجبر العهد على التنازل؟
لم تعد المعطيات السياسية التي كانت قائمة الاسبوع الماضي تصلح للاستخدام اليوم. فالتطورات التي حملها “الويك اند” حكوميا، فرزت واقعا “تشكيليا” جديدا، من دون ان يعني ذلك بالضرورة، انها ستقود الى ولادة حكومية.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن ما بعد اجتماع المجلس الشرعي الاعلى السبت الماضي، بحضور الرئيس المكلف سعد الحريري، ليس كما قبله. فالطائفة السنية بايعت الحريري والتفّت حوله، مكرّسة اياه المرشح الاول والاخير لرئاسة الحكومة. مقررات “المجلس” لم تقل ذلك بالمباشر، الا ان محادثات الحضور البعيدة من الاضواء، وشكلَ الاجتماع، أكدا ان لا بديل من الحريري سنّيا وان اي شخصية اخرى قد يطرحها ايُ فريق آخر لتولّي مهمة التشكيل، لن تحظى بالغطاء السني وستكون شبيهة بحسان دياب غداة تكليفه.
التحلّق الروحي حول الحريري، استُتبع بدعم سياسي ايضا، اعطاه اياه رؤساء الحكومات السابقون الذين التقاهم الرئيس المكلّف السبت ايضا.
بعد الامر الواقع هذا- وهو ليس بجديد بل اكتسب اهميته هذه المرة لانه اتى في ظل الدفع المستمر الذي يمارسه العهد على الحريري ليردّ التكليف ويعتذر- وفيما قرر الاخير في ضوء محادثاته، التريثَ واعطاء محاولات التوسط بينه والفريق الرئاسي مهلة اضافية، تشير المصادر الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدوره، بات اليوم يقف في خندق الحريري بوضوح، محذّرا من ان ايجاد بديل منه مهمة شبه مستحيلة. ومع انه بموقفه هذا، ابتعد عن الفريق الرئاسي ولم يعد “وسطيا” – وقد اشتعلت على الهامش “ميني حرب” بين معاونه النائب علي حسن خليل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منذ ايام – الا ان بري سيستمر في وساطته، وربما تواصل مع الحريري لإقناعه بحمل تركيبة وزارية جديدة الى قصر بعبدا في غضون الايام القليلة المقبلة.
وعليه، إما يكون الإجماع السني على “الحريري او لا أحد” معطوفا الى دعم بري للاخير، بالاصالة عن نفسه وبالنيابة عن حزب الله طبعا، كافيين في قلب المعادلة ودفع العهد الى تليين موقفه والتراجع عن فكرة إحراج الحريري، فتكون حكومة… او يصرّ العهد على المواجهة، وعندها إما يستمر الحريري في حمل لقب الرئيس المكلف، او يستقيل، بعد التنسيق مع بري، فيتوقّف مسعى الاخير، وندخل في أزمة تكليف جديدة، فيما البلاد غارقة في بحر أزمات لا تنتهي…
المصدر : المركزية