مفاجأة للقيمين على السفارات .. هذا ما فعله حزب الله خلال عاشوراء !
عشر ليال عاشورائية اقلقت المقرات الديبلوماسية العربية والاجنبية والملحقون العسكريون في السفارات الذين يلاحظون الشاردة والواردة، وكانت هذه الليالي موضع رصد ومتابعة لادق التفاصيل، خصوصا لجهة الحضور الحاشد لالاف الشباب، وهذا ما شكل ايضا مفاجأة للاحزاب الحليفة والمعارضة.
وحسب مصادر تابعت ردات فعل السفارات التي تطابقت استنتاجاتها على سلامة الجسم التنظيمي لحزب الله وعدم تأثره بالمشاركة في الحرب السورية رغم ما قدمه من تضحيات وشهداء على مستوى قيادات الصف الاول والثاني ونخبة الكوادر العسكرية، وهذا أمر نادر في تاريخ الاحزاب السياسية ولم تشهد اي حركة سياسية هذا الامر حيث كان يصيبها التصدع والجمود وتحتاج لسنوات لاعادة هيكليتها هذا اذا استطاعت ان تتعافى.
وقد شكل الحضور الحاشد في مناسبات احياء ليالي عاشوراء صدمة للقيّمين على السفارات وتبين لهم جهوزية حزب الله الداخلية والقدرة على التصدي لاي مغامرة اسرائيلية، وتبين للقيمين على السفارات ان حزب الله لم يصبه «الترهل» في الداخل اللبناني والضمور والتراجع جراء الاحداث السورية، كما ان اطلالات السيد حسن نصرالله المباشرة بين المشاركين اكبر دليل على متانة وقوة جهاز امن المقاومة وعدم القدرة على خرقه. كما اظهرت هذه الاطلالات ثقة حزب الله وامينه العام بجمهوره السليم المعافى القادر على بذل المزيد من التضحيات في سبيل المبادئ، واظهرت الليالي العاشورائية تفوّق جهاز امن المقاومة على مخططات التكفيريين والارهابيين لجهة احباط عمليتهم الانتحارية ليلة العاشر من محرم. كما اثبت تفوقه على ما تخطط له الاجهزة الاسرائيلية، وهذه اكبر رسائل للعدو الاسرائيلي الذي كتب اعلامه مئات التحاليل عن ان حزب الله في سوريا ليس حزب الله كما ظهر في حرب تموز.
وبالتالي وفي المعلومات، فان الحشود الغفيرة ومعظمها من الشباب والصبايا الذين شاركوا في ليالي عاشوراء جاءت لتثبت عكس «الكم الهائل» من التقارير التي وصلت للسفارات الاجنبية في لبنان مؤخراً عن ترهل الحزب وضعفه جراء المشاركة في الحرب السورية بالاضافة الى ازماته الداخلية والمالية بالاضافة الى «التململ» الكبير داخل جمهور المقاومة واهالي الشهداء والجرحى وهذا ما اصاب الحزب بأزمات ولم يعد باستطاعته لا التراجع او التقدم وعدم التركيز على جبهة الجنوب وبالتالي انتهاء دور حزب الله كمقاومة مع دخوله في سياسة المحاور الكبرى، حتى ان البعض ذهب ليشيع بأن اي حرب اسرائيلية قادمة ستكون لمصلحة العدو، وان زمن حرب تموز وانتصاراته قد ولت.
وحسب المتابعين، شكل الحضور الكثيف في احياء ليالي عاشوراء في بيروت والمناطق اكبر رد على زائري السفارات وكل هذه التقارير واظهرت الوقائع بان حزب الله قوة محلية كبرى واقليمية اكبر ويملك جهوزية تجعله حاضراً لكل الساحات من خلال آلاف المقاتلين على جبهتي الجنوب وسوريا وبالتالي فان تنظيم حزب الله، والعقل الذي يديره قادر على ادارة دفة المعركة بكل حرفية ستؤدي حتماً الى انتصارات جديدة، وسيبقى الاسرائيليون والتكفيريون يحللون ويفتشون لسنوات حتى يكتشفوا هذا السر ولن يصلوا اليه لانه «سر الهي»، وراء كل هذه الانتصارات والانجازات والتنظيم والتخطيط والقوة والصلابة اساسه الايمان الذي هو وراء كل الانتصارات وكيف اذاكانت هذه المبادئ كلها مجتمعة بشخص الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وقف عكس التيار كما يقال وكانت هذه الانتصارات.
وحسب المتابعين، جاءت اطلالات السيد حسن نصرالله بين جمهوره ايضاً لتشكل اكبر رسائل للعدو الاسرائيلي وللتكفيريين، ولم تثن معلومات واشاعات العدو والتكفيريين عن محاولاتهم لاستهداف ليالي عاشوراء من التراجع عن اقامتها، حتى ان الحشود فاجأت كل السفارات الذين تابعوا وكتبوا لدولهم عن آلاف الشباب الذين كانوا يهتفون «لبيك نصرالله» وهؤلاء جميعهم كوادر في المقاومة جاهزون باي لحظة للانتشار على جبهات القتال في الجنوب، الى جانب اخوانهم وبالتالي فان كل المراهنين الذين راهنوا على ضعف جهوزية حزب الله وتأثره بالاحداث السورية اصابهم الذهول والاحباط جراء ما رأوا وما سمعوا من خطابات السيد نصرالله والرسائل التي وجهها. ووصلت الى الجميع وتحديداً الى اجهزة الرصد الاجنبية في السفارات الكبرى التي تراقب كل حركة يقوم بها حزب الله.
كما ان الرسائل وصلت الى القيادات الاسرائيلية بأن اي مغامرة تجاه لبنان ستكون نتائجها اكبر من حرب تموز عليكم وستسقط الصواريخ في كل فلسطين المحتلة وصولاً الى«ديمونا» ورسالة الى التكفيريين بان ما رأيتموه في سوريا على ايدي مقاتلي حزب الله ليس الا القليل والايام القادمة ستثبت ذلك.
الايام الماضية اثبتت ان العدو الاسرائيلي ومعه القوى التكفيرية يواجهون حزباً منظماً سياسيا وعسكريا واعلاميا وادارياً يتفوق عليهم ليس في ميادين القتال فقط بل في كل المجالات وهذا نتاج جهد وعمل مضنٍ واساسه قبل كل شيء الايمان بالقضية وعدالتها وحتمية الانتصار مع قيادة استثنائية لا تتوفر الا كل 400 سنة ونادراً ما شهدت الحركات السياسية العالمية حزباً زاهداً بالسلطة، وملذاتها ويهدي انتصاراته الى كل اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم وسياساتهم، وهذا ما يؤكد استحالة هزيمة حزب الله الذي فاجأ بتنظيمه اكبر الدول تقدماً وعلماً وحضارة.