ملايين الدولارات في طريقها إلى لبنان.. والكل معنيّ!
نشر موقع “المونيتور” الأميركي تقريراً عن عمليات نهب القطع الأثرية التي شهد عليها لبنان بعد اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975، مسلّطاً الضوء على قطعة “رأس الثور” وتمثال “حامل العجل” المصنوعيْن من الرخام والمقدّرة قيمتهما بملايين الدولارات. وفي حديث للموقع، أوضحت عالمة الآثار ومديرة المتحف الوطني آن ماري عفيش أنّه تم العثور على هاتيْن القطعتيْن خلال أعمال التنقيب في معبد أشمون في صيدا في العام 1967، لافتةً إلى أنّهما يعودان إلى نهاية الحقبة الفينيقية ونُهبا في العام 1981 من مستودع في جبيل.
وشرح الموقع بأنّ عالم الآثار الفرنسي موريس دونان قاد أعمال التنقيب منذ العام 1963 حتى العام 1975، في معبد أشمون حيث تم العثور على مئات القطع الأثرية، مشيراً إلى أنّ مديرية الآثار نقلتها إلى مستودع في جبيل حفاظاً عليها في تلك الفترة. في ما يتعلّق بقطعة “رأس الثور”، قال الموقع إنّ أمناء في “متحف متروبوليتان” الأميركي في نيويورك أبلغوا مدير مديرية الآثار سركيس خوري في كانون الثاني الفائت أنّهم استعاروها من الزوجيْن ليندا وويليام بيروالتس، ما دفع وزير الثقافة غطاس خوري إلى مطالبة واشنطن بمصادرتها.
في هذا السياق، نقل الموقع عن صحيفة “نيويورك تايمز” قولها إنّ الزوجيْن اشتريا هذه القطعة بأكثر من مليون دولار في العام 1996 ثم باعاها لجامع تحف يُدعى مايكل ستينهاردت، موضحاً أنّ الأخير أعارها للمتحف الأميركي وطالب آل بيروالتس باسترجاع أمواله بعدما علم بأمر النزاع عليها. وتابع الموقع قائلاً إنّ الزوجيْن رفعا دعوى أمام مكتب مدعي عام مانهاتن والحكومة اللبنانية ثم أسقطاها في تشرين الأولى بعدما سلّمت مديرية الآثار دليلاً يتمثّل بوثيقة تؤكد أنّه تم العثور على “رأس الثور” في معبد أشمون في العام 1967.
في ما يختص بتمثال “حامل العجل”، بيّن الموقع أنّ مدعي عام مانهاتن ماثيو بوغدانوس، وهو ضابط في البحرية الاميركية قاد التحقيقات المتعلقة بنهب متحف العراق الوطني في العام 2003، اكتشف في نسخة لمجلة “House & Garden” صدرت حزيران العام 1998 أنّ آل بيروالتس اشتريا هذه القطعة أيضاً. وهكذا، رفع بوغدانوس دعوى قال فيها إنّه تم نهب هذه القطعة من لبنان ما أدى إلى إصدار مذكرة لمصادرتها في 10 تشرين الأول الفائت، وفقاً للموقع.
بدوره، قال الموقع إنّ الزوجيْن اشتريا هذه القطعة من التاجر نفسه في العام 1996 مقابل 4.5 ملايين دولار ثم باعاها أيضاً لستينهاردت في العام 2015. من ناحيتها، أكّدت عفيش أنّ التمثال سيعود إلى لبنان بعدما أسقط المالك الدعوى، لافتةً إلى أنّ القطعتيْن الأثريتيْن ستوضعان بحوزة قنصل لبنان في نيويورك مجدي رمضان الذي سينظم عملية إعادتهما إلى بيروت.
إلى ذلك، تحدّث الموقع عن أعمال التنقيب السرية وعن القطع الأثرية التي تُهرب عبر لبنان من سوريا والعراق، مشيراً إلى أنّ ضبّاط الجمارك غالباً ما يستدعون عفيش للكشف عنها. ختاماً، شدّدت عفيش على صعوبة توقيف أعمال التنقيب غير الشرعية التي تتم في لبنان على الرغم من الجهود التي تبذلها القوى الأمنية اللبنانية والإنتربول.