منحت الحياة لمولودها ورحلت…كورونا يخطف الشابة غيداء في بعلبك | حملت زوجها أمانة تربية أطفالها الـ 3…قلبها كان دليلها!!
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً، بعد ليلة صعبة لم تذق فيها المواطنة غيداء نبيل مهدي (30 عاماً) طعم النوم، جراء ضيق بالتنفس وتسارع بدقات القلب اثر إصابتها بفيروس كورونا الذي لم تتمكن من مصارعته وهي حامل بشهرها السابع، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد ولادة طفلها الثالث، إلا أن تلك المرة كانت مختلفة عما قبلها.
الخوف والقلق كانا رفيقيها مع كل يوم من اقتراب الموعد الذي تزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن خوفها وقلقها كانا في محلهما. فالفيروس فعل فعله وأضعف جسدها وساءت حالتها. وضُعف وصول الأكسجين الكافي إلى مولودها دفع بالأطباء إلى اتخاذ قرار بولادة سريعة وهي في الشهر السابع، في محاولة للحفاظ على حياة الأم والجنين معاً، لتضع مولودها قبل أن تفارق الحياة بساعات قليلة دون أن تتمكن من احتضانه.
غيداء أسلمت الروح بعد أن منحت الحياة لمولودها. وغيابها شكّل ألماً لزوجها ربيع الذي اعتقد أن رحلتها ستكون قصيرة قبل عودتها من المستشفى. فغيابها ترك فراغاً كبيراً في قلبه، محملة إياه أمانة تربية طفلين إلى جانب مولودها الجديد وهو ما حرصت عليه منذ فترة إصابتها بالفيروس، فقلبها كان دليلها.
كورونا فيروس فتاك يجب اتخاذ الاحتياطات الكاملة وعدم التهاون بالإجراءات. مأساة وفاة الشابة غيداء تزامن مع تخفيف الإجراءات المتخذة من الحكومة والتي لم تطبق أصلاً في منطقة #بعلبك الهرمل، وسط انتشار حاد للوباء الذي سجل بالأمس 5144 حالة نشطة فيما زاد عدد الوفيات عن 429، وبات يسجل يومياً ثماني وفيات وهي أعلى نسبة بين المناطق اللبنانية.
(النهار)