من عرمون الى مستديرة الكولا فمخفر قبرشمول… ما قصة المراهقتين سالي ونانسي؟
ما كادت رابعة الأم للتوأم سالي ونانسي تستفقدهما بعد أن خرجا ظهيرة الأحد الفائت من منزلها الكائن في “حي شحميا” في بلدة عرمون الغرب (قضاء عاليه)، حتى سارعت عصراً الى الإبلاغ عن فقدها لهما وغيابهما عن المنزل بعد أن خرجا لشراء بعض الحاجيات من أحد دكاكين الحي، لدى فصيلة درك قبرشمول، وبطبيعة الحال والأحوال فإنه لدى دخول أي شخص للإبلاغ عن أمر ما في مركز أمني لا بد من طلب نشرته الأمنية. وهكذا كان مع رابعة التي تمّ توقيفها إثر الكشف عن نشرتها الأمنية…
إلا ان توقيف الوالدة لم يُثنِ القوى الأمنية عن البحث عن التوأم سالي ونانسي (13 عاماً)، فقامت المديرية بتعميم صورتهما مع التوضيح والإشارة حول مواصفاتهما وإسمهما مع رقم هاتف الفصيلة لكل ممن يتعرف عليهما.
إنبرى الصباح ليقوم والد الفتاتين اللبناني حسن ابراهيم الرفاعي بإقتيادهما الى فصيلة درك قبرشمول وليقول أنهما قدمتا الى منزله الكائن في مبنى جهاد دقدوق في عرمون. الفصيلة تسلمت الفتاتين ومن هنا بدأت التحقيقات.
الوالد والدة و”الضحيتان”
وتبين أن رابعة وزوجها على فراق إلا أنهما يعيشان في نفس البلدة وأن الفتاتين حين فقدتا كانتا في منزل والداتها في “حي شحميا”.
وبنتيجة التحقيقات التي أُفيدت بها “النهار” أن المدعي العام كلود كرم طلب طبيبين، الأول شرعي (عاصم حيدر) والثاني يُعنى بالمخدرات ( باسم نحلة) للكشف على الفتاتين في مركز فصيلة درك قبرشمول، بعد أن تمّ نقل الوالدة موقوفة الى مخفر رشميا (عاليه). وبعد الكشف من قبل الطبيبين تبيّن أن لا أعراض إعتداء أو أي كدمات لدى الفتاتين. إلا أن التحقيقات تواصلت مع الفتاتين اللتين وبحسب المعلومات الأمنية أيضاً أفادتا أنهما خرجتا من منزل والدتهما ظهر الأحد وتوجهتا الى منطقة الكولا في بيروت للتنزه وهناك تعرفتا على شابين، بعدها توجهتا الى منطقة الروشة ومن ثم الى مخيم صبرا لتعودا بعدها أدراجهما الى عرمون، حيث باتتا ليلتهما عند إحدى السيدات التي تجاور والدتهما في السكن بحجة أن والدتهما ليست في المنزل وعليهما أن يبيتا ليلتهما عندها.
وصباحا توجهت التوأم سالي ونانسي الى منزل والدهما الكائن في نفس البلدة والذي يبعد أقل من كيلومتر، ومن هناك إقتادهما بنفسه الى الفصيلة بعد التعميم الذي صدر عن القوى الأمنية، كل ذلك بحسب إفادة الفتاتين.
اللغز
التحقيقات مستمرة لا بل عادت الى نقطة البحث عن السيدة التي أوت الفتاتين في تلك الليلة وعن الشابين اللذين ورد ذكرهما في إفادتهما، كل ذلك بطلب من المدعي العم كلود كرم.
كل ما ورد في هذه الرواية يؤكد أن سالي ونانسي هما ضحيتان، ضحيتا عدم مسؤولية أبوين تركا مجتمع يلعب بحياتهما ليقرر القدر مصيرهما.