من مآسي الفقر …. ولد بلا اطراف فكانت ” قنينة بلاستيكية” سبيله الى الحياة والتعلم …. اليكم القصة المؤثرة
تحولت الرحلة من وإلى المدرسة يوميا لرحلة ألم، يجب أن يلازمه فرد ليعتنى به، بل وليساعده على الكتابة، ولادته بدون أى أطراف لن تكن كافية لترسم إطارا يحد حياته الطبيعية، بل أضيف لها عدم مقدرة والديه حتى على شراء أطراف صناعية له، 12 عاما بالتمام والكمال عاشها الطفل “زياد” بهذه الصورة، يراقبه والده ولا يعرف كيف يساعده، حتى بدأ يرسم فكرة خيالية ربما تنتمى لعالم الفانتازيا ولكنها كانت كافية لمساعدته، زجاجة بلاستيكية وضعها بإحكام حول يديه، وصنع لها مجموعة ثقوب لتصبح متعددة الأغراض، وبدأ فى تدريب الابن على استخدامها.. والآن تحسنت الحياة بعض الشىء.
يحكى الأب، “محمد أحمد محمد”، المقيم فى قرية بنى صريد، التابعة لمركز فاقوس بالشرقية: “ولد ابنى معوقاً بدون الأطراف الأربعة، والتحق بمدرسة التعليم المجتمعى حتى وصل إلى الصف الثانى الابتدائى، وطوال تلك الفترة كنت للطفل مرافقا له أقوم بالكتابة بدلاً عنه”.
واجه الرجل العامل بأحد مطاعم الشرقية نظرات اليأس والحسرة فى وجه طفله يوميا، كما واجه مطالباته المستمرة بأحلامه بالكتابة بمفرده دون مرافق، ويقول: “لم أكن أستطيع تحمل نفقات الأطراف الصناعية التى تتكلف حوالى مليون جنيه وفقا لما سمعته من الأطباء”.
ويتابع: “روادتنى فكرة صناعة أطراف صناعية بزجاجة بلاستيك للمياه الغازية فى محاولة يائسة للتغلب على إعاقة نجلى، ولصقتها بيده بعد صناعتها، بينما صممت مخرج الغطاء بطريقة يستطيع من خلالها ربط أو التقاط قلم أو ملعقة”.
لم يكن يحلم الأب بنجاح الفكرة بصورة كبيرة، ولكنه فوجئ بعد ساعات قليلة بقدرة طفله على الكتابة والتقاط الطعام من خلالها بصورة طبيعية، ويحكى: “مشهد شبيه بالمعجزة، لم أتخيل نجاح تلك الفكرة، ولكن إرادة الطفل على التعايش كانت شعلة لتحدى إعاقته بذلك الشكل”.
وعن عرض نجله على الأطباء قال: “قمت بالفعل بعرض ابنى على الكثير من الأطباء، وأكدوا لى أن حالة ابنى تحتاج إلى العلاج خارج مصر فى الولايات المتحدة الأمريكية أو أستراليا، والحل الوحيد له هو زراعة أطراف صناعية وليس أجهزة تعويضية”.
وقالت تفاحة محمد سالم والدة الطفل زياد: “أتمنى أن يعيش مثل إخوته وأن يلعب ويدرس بطريقة طبيعية، حيث يتسنى له العيش حياة كريمة، فالحل الوحيد له هو زراعة أطراف صناعية فى الخارج وفقا للأطباء”.
وتحكى والدة الطفل معاناتهم قائلة: “دائما ما أرى ابنى حزينا، ولا يستطيع البوح أو الكلام، ويخفى دموعه عن إخوته، فلا يستطيع الخروج خارج المنزل مثلهم”، وأضافت “تفاحة”: “أتمنى عمل أى شىء ليستطيع الوقوف، والذهاب إلى المدرسة وأن يتعلم كأى طفل فى المدرسة ويمارس حياة شبه طبيعية”.