من هم الملثّمون الذين اعتدوا على عناصر الجيش في باص طرابلس؟
في 6 حزيران 2013، تعرّض باص مدني بداخله عدد من العسكريين إلى الإعتداء حيث تمّ توقيف سائقه أمام بنك عودة في طرابلس، أُنزل عناصر الجيش بالقوّة، أُجبروا على نزع بزّاتهم العسكرية، ضُربوا وترافق ذلك مع إطلاق النار في الهواء لترهيبهم. كان المعتدون يومها من الملثّمين وعددهم عشرة أشخاص.
وبموجب وثيقة إتّصال تمّ تحريك دعوى قضائية بحق المشتبه بهم وتمت إحالتهم أمام القضاء العسكري. وقد استمعت المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله اليوم إلى إفادات هؤلاء (بينهم موقوفون أو مُخلى سبيلهم) وهم رفيق البزّاز، فيصل بيروني، عبدالله الجغبير، أحمد كسحة، فادي غزول، الأشقاء ابراهيم حيدر، خضر حيدر ويوسف حيدر فضلًا عن محمّد شطح وطلال السباعي.
“كل ما حبلت بالصين بتخلّف عنّا”، بهذه العبارة دافع أحمد كسحة عن نفسه مبديا امتعاضه من تراكم الدعاوى المماثلة عليه رغم أنّ التبيلغ الذي يأتي بإسمه يلحظ أنّ اسم الوالد والوالدة مختلفاً. أما عبدالله الجغبير فيرى أنّ إسمه يُزجّ في كلّ قضيّة يُضرب فيها أيّ عسكري و”هذه الأمور ليست من شيمه”.
ينفي المتهم البزاز أيضاً ما نُسب إليه ويقول أنّه كان يعمل حرساً لدى أحد المسؤولين السابقين بدوام 12 ساعة وأنّه ليس من المعقول أن يعتدي على العسكر.
ينتفض ابراهيم حيدر على وضعه ويُشدّد على أنّه كان وقت الحادث خارج لبنان ورغم ذلك نال حكماً غيابيّا في القضيّة بالسجن لمدّة شهر ونصف وقد قضى تلك العقوبة بعد توقيفه “من دون وجه حق”.
امّا الأشقاء الثلاثة خضر ويوسف وابراهيم فينكرون التهمة كما رفاقهم. يقترب يوسف من المنصة ويتوجّه لرئيس المحكمة :” شو معلّم؟” وسرعان ما يردّد “أنا ما خصني بهالدعوى.. صرلي 3 سنين نايم بالحبس ولو فعلت ما نُسب إليّ لكنت اعترفت”. يعترض الشاب على ما حلّ به وأشقائه ويقول:” أخي كان يعمل مهندس الكترونيك طلع من الحبس وصار نجّار، أنا كنت محاسب صرت قهوجي، شو بدكن نطلّق نسوانّا بعد؟”.
بالإنتقال إلى إفادة شطح أقسم بالقرآن مراراً وتكرارا على عدم تورّطه في هذا الملف، ما دفع بالعميد عبدالله للتوجّه إليهم بالقول:” حدا يكون عندو الجرأة ويعترف”. فردّ بعضهم : “وهل نعترف بشيء لم نرتكبه؟”.
وبعد ترافع وكلاء الدفاع عن المتهمين طلب هؤلاء لأنفسهم البراءة والرحمة، وستصدر “العسكرية” حكمها هذه الليلة.
المصدر : سمر يموت – لبنان 24