ميقاتي لعون…. ‘وآخرتها معك’
يوماً بعد يوم، ومع اقتراب نهاية العهد، يزداد تفكيك الأزمة صعوبةً وتعقيداً، مع صبّ المقاومة والممانعة زيتها على نار الخلافات الرئاسية، منذ زمن الحريري الإبن إلى ميقاتي الوريث، حيث بعبدا “لا تهزّها واقفة عا شوار”، في زمنٍ يعمل فيه الجميع بمبدأ “الشاطر بشطارته” و”قبور بيّك والحقني”، أملا في اقتطاع حصّةً له تضمن له مستقبلً في التركيبة الجديدة أو على الأقلّ تؤمن له مخرجاً آمنا.
أساساً هي القصّة “مش راكبة ولا زابطة” بين بعبدا والسرأاي “خلقة”، تحت حجج مختلفة، مرةً عنوانها الفساد وأخرى الزعامة، وما بينهما، وفي كلّ مرة الصلاحيات تحت غطاء استهداف الطائفة، فكيف بالأحرى اليوم بعد انسحاب الشيخ سعد من الحياة السياسية ووضع “الأزرق” بال”فريزر”، والأنكى محاولات الميقاتية السياسية وراثة الحريرية بعدّتها وعديدها، مدعومةً من الثنائي الشيعي، رغم بعض المناكفات من “هون وهون”.
ولأن الفرصة “إجت لقدّام البيت”، وعصفور بالإيد ولا عشرة عالشجرة، قرر العونيون ضرب حجر بعصفورين، “فالشباب الزرق صاروا أيتاماً” يعني صار الوقت، فهم يرون رؤوساً قد أينعت وحان قطافها “، واللواء هدفٌ دسم، ما أثار امتعاض السراي الساعية” لقشّ” التركة الحريرية، فانتفضت وغطّت بالتكافل والتضامن مع” غريمها”وزير الداخلية بسام مولوي، مدير عام قوى الأمن الداخلي، في مواجهة” افتراء وتمادي قاضية العهد بالإعتداء على مؤسسات الدولة وهيبتها وكرامات مسؤوليها”، وإن بصوتٍ خافت، تاركةً لتيار “المستقبل” الذهاب إلى “مربط الفرس”والهجوم المباشر على جنرال بعبدا، فيا روح ما بعدك روح.
صحيحٌ أن “جحا مش قادر إلاّ عا خالته”، ما في بحث بالقصّة، إلاّ أن الفرق أن خالته السنّية مش متل المسيحية، تثور وتنتفض، ودعمها من الخلف أبو مصطفى “بقدّه وقديده”، كيف لا؟ وهجمات الجيش البرتقالي “مكفّاية وموافّية” معه بالواجب “إن دقّ الكوز بالجرّة أو لا”. علماً أن الحارة ضبطت إيقاع عين التينة ” عا ساعتها” هذه المرة، فهي ترغب بتمرير هذه الأسابيع على خير وسلامة رغم علمها أن استراتيجيتها الحكومية الجديدة لم ولن تُبعد عنها” الكأس المرّة” بتطيير الحكومة التي بات تجرّعها مسألة وقت، بعدما باتت عاجزة عن تحمّل ممارسات العهد الإنتقامية في “الوقت الغلط”.
من هنا يؤكد المتابعون أن اتصالات بدأت على قدمٍ وساق وراء الكواليس، قبل عودة “الإستيذ” من القاهرة خوفاً من أن يولّعها، توصّلت بحسب خطوطها العريضة إلى تجميد الملاحقات الحالية، نظرا للظروف الراهنة، والتوترات التي ارتفعت وتيرتها على خلفية “حسّان” و”حسن”، والتي فتحت الأمور على كل الإحتمالات بما فيها تطيير الحكومة وفوقها الإنتخابات النيابية طالما أن النتيجة واحدة، “إن صارت أو ما صارت”.
أمّا الميقاتية فلها حساباتها ومن العيار الثقيل، عنوانها العريض وراثة السنّة “حلّةً ونسب” تحت غطاء عباءة دار الفتوى بعدما تفرّق عشاق نادي الأربعة، فإبن طرابلس الذي خاض المعارك بالطول والعرض للوصول إلى السراي على حصان” الثنائي الوطني” هذه المرّة(حزب الله-وطني حر) ، كمحطة للمشروع الهجين، لحفظ كرسيّها في العهد الجديد، بدأ حلمه يتهاوى مع سحب الجميع” البساط من تحته”، فكيف “إذا كان السوري راجع”، ليقطع له “وان واي تيكت” هذه المرة.
واضحٌ أن ثنائية الصهر التنفيذية لحكم البلد سقطت، و” كلّ واحد عم يفتش عا مصلحته” في دولة “كلّ مين إيدو إلو”، لتنتهي بذلك الثلاثيات وتنهار الرباعيات، ويولي زمن الثنائيآت، طالما أن الضاحية” كلها كلها” نفضت يدها مما تبقّى من عهد حليفها. فإذا كان ثمّة من يشكّ بأن “نجيب” قد فهم الرسالة، فإن الأهمّ بالنسبة له في مكان آخر، و” هون قصة تانية أكبر بكتير” تبدأ بخطوط الترسيم ولا تنتهي بنصاب “غبّ الطلب” وفقاً للأرقام والمصالح…. فإلى حينه “فرج ورحمة”، وكلام في سوق التداول “يا مين يبيع ويا مين يشتري”….
فوفقاً للتصريحات “يا ويلي دم الشيعة كان عم يغلي غلي”…. ووفقاً للمعطيات ” كلن دافنين أبو زنكي سوى”….. أما وفقاً للحقيقة الميقاتية” بدنا نتحمّل بعض …. إلاّ إذا”، فيما للتقويم العوني “بواحيره” ….. فالله يستر مع شعب “ابتلى بالمعاصي واستتر”…. وعليه فإن المعركة مستمرة إلى أن يكتب الله أمراً كان مفعولها…. مع حاكم لن يخرج من المركزي إلاّ باستقالةٍ تُوضع على مكتب الرئيس الجديد….. ولواءٍ لن يغادر مقرّه إلاّ” مشنغل” نظراءه في الأمن العام وأمن الدولة….. وإلاّ…. ومن يعش ير….
المصدر : ميشال نصر – ليبانون ديبابت