‘نعمتان’ تخسرهم باستمرار بسبب مشاهدة التلفاز.. فما هما؟!
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن هناك نعمتين من الله تعالى، يخسرهما كثير من الناس بسبب مشاهدة التلفاز.
وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الكثير من الناس لا يُقدِّرون قيمة الوقت، فيضيعونه في أشياء لا تنفع مثل مشاهدة التلفاز لغير حاجة ولمدة طويلة، أو كثرة الكلام فيما لا ينفع أو غير ذلك، مستشهدة بما رواه البخاري، أنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».
وأضافت أن الغبن هو: النقص والخسارة، ومعنى الحديث: أن كثيرًا من الناس تضيع صحته، وفراغه بغير فائدة، صحيح الجسم معافى في بدنه، وعنده فراغ، ولكن لا يستعمل ذلك فيما ينفعه، وفيما يقربه من الله، وفيما ينفعه في الدنيا.
الفائدة الأولى: الغبن هو: النقص والخسارة، ومعنى الحديث: أن كثيرًا من الناس خاسرون؛ حيث إنهم لم يستفيدوا من هاتين النعمتين، وهما: الصحة والفراغ، فهم يضيعون أوقاتهم أيام صحتهم، ويضيعون وقت فراغهم، فلا هم استفادوا منه في أمر دينهم، وهو الأهم، ولا في أمر دنياهم؛ يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغًا؛ ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة.
والفائدة الثانية لسبب الاهتمام بالوقت أنه الزمن الذي تقع فيه الأعمال، وهذه الأعمال (خيرها وشرها) هي التي قدمها البشر لينالوا بها جزاء الخالق جل وعلا، وفي حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن علمه: فيمَ فعل؟ وعن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه: فيمَ أبلاه؟).. رواه الترمذي وصححه، وإذا عرفنا هذا تبين لنا أهمية الوقت، فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض؛ لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلى الغاية التي لأجلها خلقنا؛ فالوقت هو الحياة.
الفائدة الثالثة: من النماذج الحسنة في استثمار الوقت تلك الكلمة التي قالها شيخ الحنابلة في وقته أبو الوفاء علي بن عقيل – رحمه الله – لتكون نبراسًا لذوي الهمم العالية، وتقويةً لعزيمة أصحاب الهمم الفاترة؛ يقول مخبرًا عن نفسه: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرحٌ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره؛ ولذلك لما احتُضِر هذا الإمام بكى النساء، فقال: قد وقَّعْتُ عنه خمسين سنة (يعني أنه كان يعلِّم الناس دين الله، ويفتيهم فيه، ويرشدهم إليه)، فدعوني أتهنأ بلقائه.