هذا ما ينتظر لبنان بعد هبوط طائرة الحريري بباريس.. وبيان هام الأحد!
تحت عنوان “تفكيك شيفرة الأزمة اللبنانية بـ5 أسئلة”، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريراً عن دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يُقيم في الرياض منذ أسبوعين تقريباً، إلى زيارة باريس “لأيام عدة”، كاشفةً أنّ الأخير قد يصل إلى العاصمة الفرنسية قبل يوم غد السبت، ومشيرةً إلى أنّ نهاية الأزمة “ما زالت بعيدة”.
ورأت الصحيفة أنّ ماكرون يلعب دور الوسيط في الأزمة التي سبّبتها استقالة رئيس الحكومة المفاجئة، لافتةً إلى أنّه يهدف بدعوته الحريري إلى باريس إلى تهدئة التوترات بعدما قوبل طلب عودته المباشرة إلى بيروت بالرفض.
ووصفت الصحيفة توجه الحريري إلى باريس قبل بيروت بالمساومة التي تهدف إلى حفظ ماء وجه السعودية، نظراً إلى أنّ عودته مباشرة إلى لبنان، وإنْ بغرض تقديم استقالته لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عملاً بالأصول الدستورية، ستشكّل إهانة إلى السعودية، على حدّ قولها.
في هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أنّ مهمة باريس التي تكرّر نيتها “الحوار مع الجميع”، لا سيّما في الشرق الأوسط، تزداد صعوبة، في ظل ازداد حدّة النزاع بين الرياض وطهران بشكل متواصل.
عن تفاعل الطبقة السياسية في لبنان، نعتت الصحيفة ردات الفعل التي شهدها لبنان بالإيجابية، وإن يفسّر كلّ فريق مخرج الأزمة قياساً على مصالحه، مشدّدةً على أنّ شعبية عون ارتفعت مجدداً.
في ما يتعلّق بمستقبل الحريري السياسي، ذكّرت الصحيفة بتصريح ماكرون أنّ دعوته الحريري إلى باريس “ليست دعوة إلى منفى سياسي”، مؤكدةً أنّ قدرة رئيس الحكومة على التعويل على التعاطف الذي يحظى به اليوم ليعود إلى واجهة المشهد السياسي ليست مناطة به.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه يبدو أنّه من الصعب تخيّل استعداد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإعطاء الحريري فرصة ثانية في ظل الظروف الحالية.
في المقابل، رأت الصحيفة أنّ الحريري قادر على العودة إلى المشاركة مجدداً في اللعبة السياسية اللبنانية من دون دعم الرياض، محذرةً من أنّه يخاطر حيئذ في الاضطلاع بأدوار ثانوية، ومستدركةً بأن طابع الإدارة السعودية، المتمثلة ببن سلمان “الانفعالي”، تعني أنّ الفرضيات كلّها مطروحة.
من جهتها، أكّدت مهى يحيى، مديرة مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، أنّه “لدى السعوديين مشكلة معه (الحريري)”، متوقعةً أن يشمل السيناريو “الأكثر ترجيحاً”، عودة رئيس الحكومة إلى بيروت وتأكيده استقالته، ثم تسميته لتشكيل حكومة جديدة وفشله في تأليفها، وبالتالي بقاءه رئيساً لحكومة تصريف أعمال لحين إجراء الانتخابات في الربيع.
ختاماً، تناولت الصحيفة مستقبل العلاقة بين السعودية وإيران، لافتةً إلى أنّ اللغة التي ستُستخدم لصياغة بيان جامعة الدول العربية- التي ستنعقد الأحد في القاهرة والتي تسعى السعودية إلى استعمالها منبراً لإدانة تدخل إيران في البلدان العربية، لا سيّما في سوريا واليمن ولبنان- وعدد البلدان التي ستؤيده تعطي فكرة عن نوايا بن سلمان والدعم الذي يحظى به في المنطقة.
المصدر : لبنان 24