هكذا سيرد الجيش اللبناني على انتهاكات الجدار الإسرائيلي
رضخت إسرائيل إلى تهديدات الجيش اللبناني المتكررة، في ما يخص أعمال بناء الجدار الفاصل على طول الخط الأزرق، وجمدت الأعمال والتحضيرات اللوجستية لبنائه.
وكان الجيش اللبناني قد وجه منذ أيام رسالة إلى إسرائيل عبر اليونيفيل، ضمنها إنذار عالي النبرة، مفاده أنّه سيطلق النار على القوات الإسرائيلية التي تقوم بأعمال بناء الجدار، لاسيما بعد رصد الجيش اللبناني انتهاكات إسرائيلية متكررة للسياج التقني على طول الخط الأزرق، ومحاولة بناء الجدار الفاصل في الأراضي المتنازع عليها. أيّ ما يُعرف بنقاط التحفظ الثلاث عشرة.
أما أبرز نقاط التحفظ فهي:
– رأس الناقورة، موقع جل العلم في اللبونة.
– منطقة علما الشعب: اقتطاع 6 كيلومترات، قسم منها حقول ألغام والقسم الآخر مستخدم كبساتين.
– منطقة رميش: اقتطاع مثلث بعمق 200 متر في مزرعة قطمون داخل لبنان مزروعة بالألغام.
– منطقة يارين: مُستخدمة كمركز عسكري إسرائيلي (بعمق 19 متراً).
– منطقة عيترون: اقتطاع مثلث بعمق 120 متراً داخل الأراضي اللبنانية.
– منطقة مسكاف عام: اقتطاع أرضٍ بطول 5 كليومتر من الأراضي اللبنانية.
– منطقة المطلة: اقتطاع أرض بطول 5 كيلومتر.
– منطقة العباسية: مركز عسكري داخل لبنان.
– منطقة كفرشوبا/ شبعا: مركز إسرائيلي في جبل السماقة بعمق 40 متراً، ومقر إسرائيلي في جبل حوراتا. إضافة إلى نقاط تحفظ في مروحين، وخلة وردة عيتا الشعب، ودشمة نمر الجمل عند نقطة تمركز الكتيبة الايطالية في القوات الدولية.
يمر الجدار في كل هذه النقاط، التي يراها الجيش اللبناني انتهاكات صريحة للسيادة اللبنانية، لاسيما مع عدم تحرك اليونيفيل جدياً إزاء هذه التحركات، التي تشهدها المناطق الجنوبية منذ تشرين الثاني 2017.
الرسالة هذه المرة أخذتها اليونيفيل على محمل الجد. ولفتت في تصريحات إعلامية عبر ناطقها الرسمي، أندريا تيننتي، أنّ قيادة اليونيفيل تتواصل مع الطرفين من أجل إيجاد حل مشترك لهذا الموضوع، ومن أجل تحسين الترتيبات الأمنية. وتولي اليونيفيل أهمية للاجتماعات الثلاثية التي ستُعقد في مطلع شباط 2018، من أجل إيجاد حل يرضي “الطرفين” بموضوع الجدار. وقد حاولت “المدن” التواصل مع المكتب الإعلامي لقيادة اليونيفيل، من دون أن تلقى جواباً.
ويشير مصدر أمني في الجيش اللبناني إلى أن هذه الاجتماعات مع اليونيفيل لا تجدي نفعاً، بسبب الموقف الضعيف لها بالتعامل مع التعديات الإسرائيلية. ويؤكد المصدر أن العدو الإسرائيلي لم يهتم يوماً بالشكاوى التي رفعها لبنان إلى الأمم المتحدة بشأن الاعتداءات المتكررة منذ العام 2000.
يضيف المصدر نفسه أن تجميد أعمال البناء لا يعني أن إسرائيل أوقفت العمل نهائياً. ما يجعل الجيش في حالة استنفار تام لمواكبة أي تطور على الحدود، مؤكداً أن اجراءات الجيش الجديدة هي استحداث فوج عسكري نموذجي منتشر في الجنوب فحسب.
النفط في خطر
حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن خطر الجدار لا يقتصرعلى الحدود البرية، بل قد يصل إلى الحدود البحرية، بما في ذلك البترول اللبناني.
ويرجع الخبير النفطي ربيع ياغي، في حديث إلى “المدن”، إثارة بري الملف النفطي إلى مخاوف لبنانية من قرصنة إسرائيل نحو 900 كيلومتر مربع من المنطقة البحرية الجنوبية المحاذية للمنطقة الشمالية الإسرائيلية.
فعلى بعد 4 كيلومترات من البلوك 9، في منطقة رأس الناقورة، يقع الحقل النفطي الإسرائيلي كاريش، الذي بدأت إسرائيل إستخراج موارد نفطية منه. ما يشكل خطراً على الموارد النفطية اللبنانية في البلوك 9، في ظل عدم بدء عمليات التنقيب، وفق ياغي. لكنه يستبعد فكرة إقدام إسرائيل على تصرفات “متهورة” بسبب تحذيرات الجيش اللبناني. كما أن المنشآت الإسرائيلية النفطية في المنطقة الشمالية هي تحت مرمى صواريخ حزب الله.
ويُنقل عن أوساط بري تخوفه من أن “يكون الجدار ومحاولة وضع إسرائيل يدها على الحدود البرية هو محاولة لتمرير التعدي على الحدود البحرية، وأن يكون بمثابة مناورة لالهاء الجيش اللبناني وحزب الله عن تحركاتها البحرية ومحاولة قرصنة الحقول النفطية”.
المصدر : صفاء عياد – المدن