هكذا لفظ فريد أنفاسه الأخيرة…سقط فجأة من علوّ شاهق!
أهٍ وألف أه من قساوة القدر عندما يلفُّ “بذراعيه” ليختار ويأخذ، وأهٍ وألف أه من قدر يقسو فيُعّذب ويُنغص. فدائماً للقدرِ مفاجآت وهذا ما حصل بالأمس مع عائلة نبيل حسن، إبن الجبل، إبن بلدة البنيه في الشحار الغربي من قضاء عاليه، الذي شاء القدر وفجأة، أن يخطف إبنه فريد ابن الـ17 ربيعاً من دون أي سابق وإنذار. ولأنّ القدر لا يُنذر في كثيرٍ من الأحيان، إلا أنه يضرب وبقسوة في كل الأحيان، فهذا ما حصل لفريد وليد العمر القصير.
صبيحة نهار أمس، توجه فريد مع رفقيه نضال يحي وكارم شمس الدين، وهما من أبناء بلدته، في سيارة أحدهما الخاصة الى عملهم في ورشة بناء القرميد. وكانت هذه الورشة قد شارفت على نهايتها في بلدة عين وزين الشوفية. بناء من ست طبقات وما على العمال، ومن بينهم فريد، إلا العمل على إتمام اللمسات الأخيرة على هذا المبنى، ولأن القرميد سيلبّس الـ”روف”، كان على فريد أن يعمل على نقل حزمة من حجارة القرميد عبر سقالة الى سطح المبنى المسدس الطبقات.
هنا جاء دور القدر، فلدى وصول فريد مع حزمته القرميدية الى علو معين، لا أحد يتصوّر ماذا حصل! هوى فجأة من هذا العلو الشاهق من ست طبقات، ليلاقي مصيره. لقي فريد حتفه ونقلت جثته الى مستشفى “عين وزين”، قبل أن يعود الى مسقط رأسه الذي كان قد تركه قبل ساعات من دون أن يودع أهله وأبناء بلدته.
رحل فريد تاركاً الحسرة لأهله ولمعارفيه، وهو القاصر الذي إختار العمل القاهر، فقهره الدهر رغماً، ولوّع أهله غدراً، فلم يُبقِ لهم إلا أخ أكبر وشقيقة متزوجة. إلا أنه فتح ملف العشوائية والإستهتار في السماح لذوي أعمارٍ معينة خوض غِمار هكذا أعمال