هل البلدية قادرة على تنمية مجتمعها ؟! | بقلم الاستاذ حسان شعبان
لا يمكن ان تقتصر عملية تنمية المجتمع المحلي على المؤسسات الحكومية التقليدية، فليس هناك سياسة حكومية شاملة تضع خطط للتنمية المتوازنة في المدن المهمشة والقرى والأرياف وتكلف السلطات المحلية كالبلديات بتنفيذها ومتابعتها .
في بلد كلبنان يعاني من ازمات كبيرة ولا يملك رؤية استراتيجية للخروج من نفقه المظلم ولايسعى أهل السلطة لتغيير الواقع المرير سيكون الحديث عن خطة تنمية حكومية للمجتمعات المحلية ضرباً من ضروب الخيال. فالأمل الوحيد في التنمية سيكون على عاتق البلديات بمؤازرة اللجان والروابط المحلية ان وجدت.
حينما نتحدث عن التنمية يجب ألا نحصرها بالإطار اللوجستي كتأهيل البنى التحتية وبناء حيطان الدعم وتعبيد الطرقات ومد الشبكات والخ، انما يجب أيضاً ان تتضمن أهدافها الحيز المعنوي البشري. فيجب ان تسعى إلى تحسين المستوى المعيشي لمواطنيها عبر تحويل جميع مكونات القرية إلى أفراد فاعلين في المجتمع وتأهيل الكفاءات الفردية وتطويرها.
قد قامت احدى البلديات في الشمال بمسح لمعرفة المستوى التعليمي والاختصاصات والمستوى الوظيفي او المهني لأصحاب المهن والمهارات العملية والحرفية لكل فرد في القرية بما فيهم القاطنين خارجها والمغتربين، وطلبت من أهل الكفاءة في القرية بشكل تطوعي تصدير خبرتهم واعطاء النصائح والارشادات التطويرية لأصحاب المهن الذين ينقصهم بعض المهارات المتخصصة والمحترفة بأمورمعينة، وبعيد انتهاء الدورة استفاد المتدربين وتحسنت مداخيلهم تدريجياً. فأحدهم مزارع يبيع منتجات زراعية كالتين المجفف والزعتر والبرغل والخ قد كانت ايراداته شحيحة ولكن بعد التدريب على التسويق والبيع اكتسب مهارات جديدة وبدأ يتقن عرض منتجاته وتغليفها بشكل يحفظها ويظهرها جذابة للمشتري.
يجب ان تهتم سلطة المجتمع المحلي بجيل الاطفال والفتيان، ففي ظل التهديدات الاخلاقية الكبيرة التي تهدد بيوتنا جميعاً ان عبر بعض اّفات وسائل التواصل الاجتماعي وان عبر أهل السوء يصبح التحدي أمام البلديات كبير وشاق.
إن أكثر ما يبعد الشباب عن الموبقات والمفاسد هو انخراطهم في الأندية الرياضية والثقافية. وهذا يحتم وجود مجمعات واماكن رياضية متاحة لهم , لكن وجود ملاعب غير مجانية لن يعالح هذه المشكلة ولعل فيه تمييز غير مقصود اذ ان أبناء الفقراء لن يتمكنوا من اللعب في هذه الملاعب وهم الفئة الهشة القابلة للانحراف. ولربما قد يكون مبرراً ان تأخذ البلدية رسماً على من تجاوز الشباب الكبار فهي بحاجة لإيرادات للقيام بأعمالها ولكن يقع على مسؤوليتها أيضاً الحرص على الصحة النفسية والجسدية للجيل القادم