وثائق سرية تُكشف.. أرادوا تهديد لبنان بيهوده ونقل العرب للبرازيل!
عشية اندلاع حرب الأيام الستة (نكسة 1967)، بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجيوش مصر والأردن وسوريا من ناحية أخرى، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول خائفاً من حدوث “مجزرة حقيقية” للقوات الإسرائيلية وفق ماجاء في الوثائق التي رفعت تل أبيب السرية عنها.
وفقاً للوثائق التي جاءت بعد مرور خمسين عاماً على الحرب حذَّرَ وزير الدفاع موشيه دايان من أن “لدى الجيش الإسرائيلي حدوداً لقدرته على إلحاق الهزيمة بالعرب”، إلا أنه بعد مرور يومين، تغيَّرَت نبرة المسؤولين الإسرائيليين إلى النقيض تماماً، وتفاخر دايان بأنه “في غضون ساعات قليلة” يمكن للجيش الإسرائيلي حتى أن يغزو بيروت.
هم سكان الأرض
الوثائق ذكرت وفق تقرير لصحيفة Haaretz تطورات معنويات الحكومة الإسرائيلية إبان الحرب، من الخوف وصولاً إلى الفرح بعد تدمير سلاح الجو المصري والتقدم الإسرائيلي على الجبهتين الأردنية والسورية.
في أحد الاجتماعات طُرحت فكرة نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى، ورأى رئيس الوزراء في حينه ليفي أشكول أنه “لو كان الأمر متعلقاً بنا، فسنقوم بإرسال العرب كافة إلى البرازيل”.
الأمر الذي اعترض عليه وزير العدل ياكورف شمشون شابيرا، قائلاً: “هم سكان تلك الأرض، واليوم أنتم تسيطرون عليها! لا يوجد سبب لطرد العرب ونقلهم إلى العراق”.
ولم يقتنع ليفي أشكول بذلك، وأجابه: “لم نتسلل إلى هنا، قلنا إن أرض إسرائيل هي حقنا”.
إحدى هذه الوثائق المنشورة نسخةٌ من مناقشة خاصة أجراها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مع اللجنة الوزارية المعنيَّة بالشؤون الأمنية يوم 2 حزيران في ذروة “فترة الانتظار”، بعد دخول الجيش المصري شبه جزيرة سيناء وإغلاقه مضيق تيران أمام حركة عبور السفن الإسرائيلية.
واعتبرت إسرائيل ذلك إعلاناً للحرب، وأوضح رئيس الأركان الإسرائيلي إسحاق رابين أنَّه إذا لم تبادر إسرائيل بالهجوم “سيكون هناك خطرٌ داهمٌ على وجود إسرائيل وستكون الحرب صعبةً ومؤلمةً وسيتولَّد منها خسائر مضاعفة”.
في نهاية المطاف، قرَّرت الحكومة الحرب. وفي الخامس من حزيران شنَّت القوات الإسرائيلية هجوماً بدأ الصباح بهجمةٍ جويةٍ مفاجئة على مطارات خصومها، وفيما بعد شنَّت قوات المشاة الإسرائيلية هجوماً على الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، ثم انضم الأردنيون إلى الحرب بقصف مدفعي.
من الخوف إلى نشوة الانتصار
وفي السادس من حزيران، اجتمع وزراء الحكومة الإسرائيلية مجدداً وفق الصحيفة وقد استُبدِلَت النشوة بالخوف الذي كان يعتريهم. وقال دايان: “من الممكن احتلال الضفة الغربية بأكملها.. يمكننا الوصول إلى شرم الشيخ.. ومن الممكن أيضاً الوصول إلى نهر الليطاني في لبنان. وربما حتى أكثر من ذلك”، واقترح الوزير الإسرائيلي تهديد لبنان بأنه في حال المساس باليهود في بيروت “سنكون في بيروت خلال ساعات قليلة ومن الأفضل لهم توخي الحذر”.
وفي اليوم التالي، السابع من حزيران، دخل جنود الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة والقدس الشرقية، وسيطروا على الجدار الغربي، ودخلوا الحرم القدسي، واحتلوا الضفة الغربية، وبنهاية الحرب انتقل الجيش الإسرائيلي إلى الجبهة السورية واحتلَّ هضبة الجولان.
وأكد مسؤول الأرشيف ياكوف لازوفيك، في بيان، أنه “للمرة الأولى منذ 50 عاماً، فإنه من الممكن متابعة دينامية الحكومة فيما يتعلق بحرب الأيام الستة، كيف كانت مواقف الوزراء الأولية فيما يتعلق بمستقبل” الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي 15 من حزيران 1967، بعد 5 أيام من انتهاء الحرب، بحث وزراء المجلس الأمني المصغر خيارات مختلفة للأراضي المحتلة.
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه أبا إيبان من “برميل بارود”، موضحاً مخاطر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.
ويقول إيبان في مقتطفات من الحديث نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية: “يوجد أمامنا هنا شعبان؛ أحدهما يتمتع بالحقوق المدنية الكاملة، وآخر حُرم من هذه الحقوق كافة”.
وأضاف: “هذا جدول لطبقتين من السكان صعب الدفاع عنه حتى في إطار التاريخ اليهودي. العالم سيقف بجانب حركة التحرر لمليون ونصف” فلسطيني تحت الاحتلال.
إسرائيل تتوسع وتتوسع، والعالم يثني على ذلك
في 14 حزيران، قال وزير الخارجية أبا إيبان لوزراء الحكومة الإسرائيلية إن “تاريخ البشرية لم يشهد شيئاً مماثلاً للنجاح الذي حققته إسرائيل في الدبلوماسية العامة خلال الشهر الماضي. إسرائيل تتوسع وتتوسع، والعالم يثني على ذلك”.
ذكرت الوثائق وفق Haaretz أن مناحم بيغن، الوزير بلا حقيبة وزارية اقترح إعطاء العرب في الضفة الغربية الحق في الإقامة لسبع سنوات، دون أن يكون لهم الحق في التصويت في انتخابات الكنيست خلال تلك الفترة، وتساءل بتكلّفٍ خلال إحدى المناقشات: “ما الذي نحن بحاجةٍ للقيام به خلال هذه السنوات السبع؟”، وجاءت إجابته: زيادة الهجرة إلى إسرائيل وزيادة نسبة المواليد اليهود.
(هافينغتون بوست)