بالصورة | ودعته زوجته قبل توجهه الى عمله على أمل اللقاء عصراً ولكن… عثروا عليه جثة مصاباً بطلق ناري صباحاً
صَدمت وفاة المعاون أول في قوى الأمن الداخلي شربل فرح أحبّائِه ومُحبّيه، وربما كان ليمرّ الخبر بـ “الترحم والتأسف” على شبابه لو أنّها كانت وفاة طبيعية، بل “الصاعقة” كانت بكيفيّة الوفاة، وجدوه جثّة هامدة في سيارته ومُصاباً بطلق ناري، ورُجِّحت الوفاة “إنتحاراً”.
منذ حوالي الأسبوع، سقط فرح إبن بلدة “القبيّات” من عديد سريّة المقر العام في قوى الامن الداخلي، “صريعًا” داخل سيارته التي ركنها قرب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث مكان عمله في التفتيشات على مدخل المديرية، وذلك حوالي الخامسة صباحاً بعد أن أرسل لزوجته رسالته اليومية “أحبك”، وكانت زوجته قد حضرت له “زوادته اليومية” كالعادة وعادت للنوم لتعود وتستفيق بعد ساعتين على إتصال يُبلغها بوفاته عن طريق الإنتحار.
وللصدف وبعد ساعات تداولت مواقع التواصل الاجتماعي رسالة قيل أنها تعود للمعاون أول فرح كتبها قبل إنتحاره “الافتراضي”، ليتبيّن عدم صحة الرسالة الموزعة على طريقة “أبو عدس” لأنّ المعاون أول فرح لم يَكن يملك أي صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي!
إذاً عملية تصفية فرح أو إغتياله لا تزال غامضة سيّما وأنّ أي شخص يتخذ القرار بالإنتحار، لا يُطلق النار في صدره من فوق إلى تحت، لأن مجمل حالات الإنتحار تكون بإطلاق النار بالرأس مباشرة أو بأسفل الفم!
وتقرير الطبيب الشرعي (المشكوك بشرعيّته) للإشتباه به سابقاً بتزوير تقارير مُشابهة، يُشير إلى أنّ الوفاة ناتجة عن طلق ناري من مسافة مُلاصقة، أي صفر، ومن الأمام إلى الخلف ومن الأعلى إلى الأسفل ونتج عنه نزيف دموي ووفاة على الفور.
ربما استُند إلى التقرير لتُبنى الوفاة على فرضيّة الإنتحار لا سيّما أنّ مسافة الإطلاق صفر، لكن لماذا أطلق النار بإتجاه الصدر؟ أليست حالات الإنتحار تتمّ عادةً بإطلاق النار على الرأس أو حتى الصدر ولكنّ بإتجاه علوي وليس سُفلي؟
ربما نحن لسنا أطباء شرعيين لكن السؤال مشروع إذا إنتفت أسباب الوفاة، فلا دلائل أو معلومات الأقارب تُشير إلى أنّ الشاب يُعاني من أمراض نفسيّة أو إكتئاب أو أنّ يمرّ بظروف إقتصادية صعبة تدفعه إلى الإنتحار.
كُلّ الدلائل تُشير إلى أنّه كان دائم البشاشة مُحبّاً للحياة وعديد القوى الأمنية في المديرية يؤكّدون ذلك.
إذًا من المُمكن أن تكون فرضيّة الإغتيال منطقيّة، لكن السؤال أيضاً هل له أعداء وهو ما تنفيه شقيقته برنا فرح، وتقول:”لا أعداء لنا نحن ناس مؤمنون ولم يتلقَ أخي أي تهديد من أحد لذلك ننتظر إلى ما سيفضي إليه التحقيق”.
تُضيف برنا “المفجوعة”: “لندع التحقيق يأخذ مجراه ونحن نؤمن بالعدالة، ولا يمكن أن أضيف شيئاً لأن الغالي ذهب فما يصبرنا هو تحقيق العدالة، والصلاة له”.
وتختم “الله لا يجرّب حدا”.
نعم الله لا يجرّب حدا لأن المُصاب كبير، والأكبر أنّ خيوط الجريمة لم تتوضَّح حتى الآن، والتحقيقات قد تتوّصل إلى الحقيقة الكاملة إذا لم يتمّ التلاعب بها لأهداف أو حقائق مستترة!
المصدر : ليبانون ديبايت