وزير التربية | الوطن يستحق أن نتنازل من اجله
” رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي “المنتدى الوطني حول التعليم التحويلي لأساتذة وتلامذة شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو” الذي عقد في دير سيدة البير في بقنايا تحت عنوان “بناء مستقبل سلمي ومستدام من خلال التعليم التحويلي “، وذلك في حضور رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق ، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، ممثل المكتب الإقليمي لليونسكو عاصم أبي علي والخبيران في المركز التربوي الدكتور إيلي مخايل والدكتورة بلانش أبي عساف وجمع من المسؤولين في المنظمة الدولية لشبكة المدارس المنتسبة لليونسكو .
وأشار الحلبي إلى أن “للجنة الوطنية لليونسكو في قلبي منزلة خاصة إذ أمضيت في عضويتها ومركز نائب رئيسها سنوات عدة تعاملت فيها مع كوكبة من أهل العلم والثقافة والتربية، إن على صعيد المجلس التنفيذي أو على صعيد عضوية اللجنة العامة أو الأمانة العامة. خولتني هذه الممارسة أن أتبوأ رئاسة لجنة الثقافة في المؤتمر الأربعين لليونسكو التي شكلت تجربة رائدة فريدة أستذكر محطاتها في كل حين”.
وأضاف: “كم هي معاناتنا نحن الذين آمنا بالقانون الدولي الذي لا يعلوه إلا القانون الإنساني لنرى ما يجري اليوم في غزة من عمليات إبادة وتطهير عرقي وقتل وجرائم وحشية ليعجز المرء حائرا خائرا أمام ما يجري من فضائح وجرائم بحق الناس الأبرياء الذين لم يستشروا ولا حول لهم ولا طول، وكل ذلك بآلة الإجرام الإسرائيلية وبغطاء ودعم غير محدودين من دول نظرت طويلا بحقوق الإنسان والكرامة البشرية وأشبعت العالم دروسا في الديمقراطية والرفاهية والحرية. كم خيبتنا كبيرة وكم خسارتنا بالأرواح البريئة التي يشكل القضاء عليها وصمة عار على جبين المنظمات الدولية والدول القائمة بها”.
ولفت إلى أن “ثقل الأحداث المؤلمة شط بقلمي إلى قول ما قلت وأنا اليوم في صبحة هذا النهار وإفتتاح هذه الورشة حول التعلم الرقمي الذي نعتبر أنفسنا معنيين بها وكذلك بالمشاركة في إحتفالية العيد الخامس والسبعين لهذه اللجنة والسبعين لشبكة المدارس المنتسبة إليها، تبدو هذه اللجنة فتية بكامل نشاطها واندفاعها لمواكبة التطور العالمي في التربية والثقافة والإبداع، تنظم المؤتمرات والمنتديات وورش العمل ، وتجمع الخبراء والمعنيين ، متكئة على المكتب الإقليمي لليونسكو من جهة ، وعلى المسؤولية التي يتمتع بها أعضاؤها برئاسة رئيس اللجنة ومتابعة الأمينة العامة وبرعاية وزير الوصاية. فالتهنئة القلبية للجميع وهي موصولة للشبكة الدولية للمدارس المنتسبة لليونسكو ، التي هي بدورها بلغت السبعين وهي تتسع وتغني المساحة التربوية بالأنشطة والإضاءات، ملتزمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، وخصوصا” الأهداف المتعلقة بالتعليم الجيد للجميع”.
وقال: “إن عنوان المنتدى الوطني حول التعليم التحويلي لأساتذة وتلامذة شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو ، حول ” بناء مستقبل سلمي ومستدام من خلال التعليم التحويلي “، إنما يتناغم مع التوجهات التي طرحتها منظمة اليونسكو في مؤتمرها العالمي الأخير في نيويورك، والمؤتمرات والندوات العالمية التي تهدف إلى بلورة الرؤية العالمية حول التحول في التربية والتعليم، سيما واننا في عصر الإستخدامات الكبرى للتكنولوجيا والتحول الرقمي واستخدام الذكاء الإصطناعي”.
وتابع: “وقد توقفت مليا عند عناوين جلسات المؤتمر وحلقاته، وخصوصا في الجوانب التي تتعلق بالحوار المسيحي الإسلامي الذي قضيت ردحا من عمري في النضال من اجل ترسيخه وتنميته ليبلغ المرتبة السامية التي يستحقها هذا الحوار ليثمر على المستويات كافة، سلاما وسلما أهليا وتفاهما وطنيا وحوارا عالميا للأديان والثقافات، ومساحة مفتوحة للحوار والتفاهم على القضايا التي تهم الإنسانية. وكم نحن في هذه الظروف في حاجة ماسة إلى التحاور والتقارب حول العناوين الوطنية الكبرى التي تولد السياسات الشاملة لكل جوانب الحياة”.
واشار الى أن “الوطن أهم من الأشخاص مهما علا شأنهم، وهذا الوطن يستحق أن نتنازل من اجله ليبقى عزيزا شامخا غير مشلع في وجه الرياح الإقليمية والدولية ومصالح الآخرين. إننا نتطلع من خلال موقعنا في المسؤولية التربوية، إلى القفز فوق النزاعات والتباينات والخلافات البسيطة، أمام هول ما يقوم به العدو الإسرائيلي في غزة وفي جنوب لبنان، وندعو إلى بذل جهود اكبر لتحقيق مواعيدنا الدستورية، وتجنيب البلاد أخطارا لا يمكنها ان تتحملها”.
وختم: “لقد انجزنا الإطار الوطني للتعليم العام ما قبل الجامعي مع الأوراق المساندة، ونتجه نحو وضع مناهج المواد التعليمية وتطبيقها في عينة مختارة من المدارس الرسمية والخاصة. وهذه المناهج ترسم ملامح المتعلم الذي نريد، عنيت المواطن الصالح الذي يحترم القانون ويكون منتجا، يبتعد عن العنف ويتواصل مع اخيه الإنسان في الوطن وخارجه بسلام، ويحافظ على بيئته الطبيعية والثقافية، وينفتح على لغات العالم وثقافاته، ويكون رياديا ومتواصلا مع أبناء مجتمعه”.