وزير التربية | لا يوجد بلد تحمّل عبء النزوح مثل لبنان
“اشار وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي خلال احتفال ألمانيا ولبنان بشراكتهما الطويلة الأمد في قطاع التعليم في مدرسة ذوق مصبح المتوسطة الرسمية – قضاء كسروان، الى ان “عندما توليت مهام الوزارة أيقنت أنه من الضروري جدا لضمان الإستمرارية، أن ندخل في عملية إصلاح واسعة، فوضعنا خطة طريق لإصلاح القطاع التربوي، لأن ما كان متاحاً في الفترة السابقة لم يعد متاحاً اليوم، وهذا لا يعني أن الحكومة اللبنانية تختلف على التعليم، بل هي وفرت بدلات الإنتاجية من الخزينة اللبنانية على اعتبار أن كلفة إهمال قطاع التربية هي خسارة التعليم. بدأنا تنفيذ هذه الخطة وستجدون كشركاء لنا نتائجها في المستقبل القريب، إن كان على صعيد أعداد المدارس والمعلمين والعاملين. وباشرنا كذلك عملية تطوير المناهج التربوية بعد 25 عاما من الجمود وذلك عبر المركز التربوي للبحوث والإنماء لكي نؤمن لتلامذة لبنان جودة التعليم”.
وأكد أن “لا يوجد بلد في العالم يمكنه أن يتحمل عبء نزوح مثل لبنان، وإذا استمرينا على هذه الحال فسيصبح عدد النازحين اكثر من اللبنانيين. فقد كشف وزير الصحة العامة في مجلس الوزراء ان بالمئة من حجم الولادات هو لغير اللبنانيين، مما يهدد التركيبة المجتمعية اللبنانية. لذلك نتطلع إلى مساعدات تأتينا من الدول الصديقة، ونحن نعول على هذا الدور من خلال الشراكة مع ألمانيا ومؤسساتها”.
وتابع، “نحتفل اليوم بالشراكة اللبنانية الألمانية المستدامة في قطاع التربية والتعليم، وكم يسعدنا ان نتشارك هذا الإحتفال مع سعادة السفير ومديري KfW وGIZ”، لافتا الى ان “الجانب الألماني يحتل مكانة مختارة في قلوبنا وضمائرنا، ونحن الذين نقدر عاليا هذا الدعم المستدام من دولة عظمى نعتبرها نموذجا يحتذى في النهوض وإحراز تقدم اقتصادي ليس له مثيل في العالم، نأمل بأن يبقى الشعب الألماني الصديق متقدما في كل الميادين وخصوصا في الميدان التربوي والتعليمي والمهني، وأن يلعب دوره في التأثير الإيجابي في اقتصاد أوروبا والعالم. شكل التعاون اللبناني الألماني في ميدان التربية والتعليم قصص نجاح مستدام، وكان لهذا التاريخ من الدعم تأثير إيجابي على المتعلمين في لبنان ورفع مستوى جودة التعليم، من لبنانيين وغير لبنانين، وقد شمل هذا التعاون المؤسسات التربوية والمهنية والمعلمين، ونحن اليوم نعبر عن عميق شكرنا وامتناننا لكل ما تحقق، لأننا نعتبر التربية هي الملاذ الوحيد المتبقي للبنان، والمصنع الذي يعدّ الموارد البشرية لتتولى عملية النهوض بالإقتصاد والإنتاج”.
اضاف: “وقد تم ذلك بناء على حاجات القطاع التربوي وبما ينسجم مع مكونات الخطة الخمسية للتربية بكل فروعها، وبحسب الأولويات التي تحتاجها الوزارة بصورة ملحة، خصوصا لجهة دعم المعلمين وتمكين الوزارة من تسيير القطاع التربوي، إضافة إلى الإسهام في تأمين بدلات التسجيل لآلاف التلامذة اللبنانيين وغير اللبنانيين، ومجددا مع مشاريع تشييد مبان مدرسية جديدة والعناية بالمدارس القائمة وتأهيلها وترميمها، وتوفير الطاقة البديلة المستدامة والنظيفة، وتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة من الوصول إلى الصفوف عبر ممرات للكراسي المدولبة، كذلك فقد شكلت الهبة التكنولوجية المكونة من آلاف الأجهزة اللوحية تابليت واجهزة الكمبيوتر المحمولة لابتوب، وسيلة ناجعة لتأمين التعليم من بعد خصوصا في المنطقة الجنوبية الحدودية حيث يتعرض الأهالي والتلامذة والمدارس إلى القتل والتهجير نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي لا يرحم التلامذة والأطفال والسكان الآمنين”.