وسيم ورانيا لا يمكن تجاهلهم… احذروا المسابح!
المصدر : كريستل خليل | ليبانون ديبايت
يلجأ المواطن اللبناني الى المسابح والمنتجعات السياحية هربا من مياه البحر الملوّثة وغير الآمنة، ظنّا منه ان مياه المسابح بكمية الكلور الممزوجة بها تصبح أكثر نقاوة ونظافة، وتشكل بيئة سليمة للأطفال والمواطنين، لكن الحقيقة الصادمة أثبتت العكس تماما، فأين يسبح المواطن؟
رانيا ابنة الثامنة عشرة عاما انهت امتحاناتها الرسمية وتوجّهت الى مسابح احدى المنتجعات السياحية في منطقة جبيل برفقة أصدقائها حتى تستمتع بعطلتها الصيفية. وبعد عودتها الى المنزل، لاحظت والدتها ورماً غريباً أعلى الرجلين من الخلف، تسبب باحمرار حول المنطقة وتشنج في العضل. وأشارت الوالدة في حديثها لـ”ليبانون ديبايت” الى ان “الورم ازداد حجمه وبات قاسياً مثل الحجر، لذا سارعت لنقلها الى أقرب مستشفى”.
طبيب الجلد الذي استشارته العائلة في المستشفى، أكد أن سبب الورم هو فيروس التقطته رانيا بسبب احتكاكها بحافة المسبح ومياهه المشبعة بالجراثيم والفطريات والفيروسات. ولفت الى ان هذه الحالة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فكل المسابح في لبنان معقل للجراثيم والأمراض المعدية. وأوضح ان حالة رانيا ليست خطيرة، بل هي نوع من الحساسية تدوم ليومين أو أكثر إذا عولجت بالشكل الصحيح، وهي غير معدية على عكس بعض الأمراض الجلدية الناتجة عن المسابح، لذا من الضروري أخذ الحيطة والحذر!
أما حالة وسيم لم تمر على خير، فعلاج قرنية عينه يستغرق أشهرا وسنوات لتتعافى، لأن الفيروس الذي التقته من احد مسابح ساحل كسروان معدٍ وأثّر على بصره ويتطلب علاجاً دقيقاً وحساساً جدا، بحسب ما شرحت طبيبة العيون بيارات قزي لـ”ليبانون ديبايت”. وحذّرت من خطورة احتكاك مياه المسابح بالعيون بسبب كمية الكلور الحارقة والمؤذية، أضف الى كمية الفطريات والجراثيم الموجودة في المياه.
ووجهت قزي نصائح لحماية العيون والبصر أثناء السباحة من التهابات وجفاف وأمراض قد تصيب العين. ودعت الى “ارتداء نظارات خاصة بالسباحة، وغسل العينين بماء نظيفة بعد السباحة. وتجنّب ارتداء العدسات اللاصقة لما تشكله من مخزن للبكتيريا”. وشددت على عدم اهمال العوارض الأولية لأذية العين مثل ضبابية الرؤية أو الألم أو الاحمرار أو وجود سائل في العين، وزيارة طبيب مختص على الفور.
في السياق ذاته، لفت رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل لـ”ليبانون ديبايت” الى انه بعد أكثر من تجربة على مسابح لبنان، اتضح ان معظم المواطنين اي أكثر من 90 % منهم، أطفال وكبار يقضون حاجتهم داخل المياه أثناء السباحة. وهذه كارثة حقيقية تلزمها معالجة عبر تعقيم المياه بطرق حديثة بعيدا عن الكلور لما تشكله من مادة خطرة وحارقة تسبب بأذية لجسد الانسان وصحته.
وأوضح ان الكلور في حمامات السباحة ليس الحل للتخلص من البكتيريا في المياه، لأنه يسبب حساسية وطفحاً جلدياً ويؤذي العين والأذن والجهاز التنفسي وحتى يزيد من خطر الاصابة بأمراض السرطان لما ينتج عن امتزاج المواد العضوية في المسابح به.
وإذا كان الكلور لا يفي بالغرض، ولا يقضي على الفيروسات الموجودة داخل المياه لا بل يزيد من خطورتها، فما هو الحل لتفادي التقاط الأمراض المتنوعة من المسابح وانتقال العدوة والفطريات من شخص الى آخر؟
تقنية مبتكرة دخلت الى لبنان حديثا، تحدّث عنها مدير شركة “DBZ power” الخبير في هذا المجال أنيس سعيد، موضحا لـ”ليبانون ديبايت” انها الوحيدة القادرة على تعقيم مياه المسابح 100 %.
مفعول هذه التقنية قادر على تنظيف مياه الصرف الصحي حتى، وكل أنواع المياه فتصبح صالحة للاستعمال والشرب والري والسباحة بكل أمان. ولفت سعيد الى ان “هذه التقنية تعتمد على سائل الأوزون O3 وهيدروجين بروكسيد H2O2 أضف الى الكلور الحر. وتضاف المواد عبر ثلاث مراحل على مياه المسابح لتعقمها بنسبة 200 % خلال 10 ثوان. ولا يترك هذا السائل أثر لأي من البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات”.
يسبح في المكان نفسه من يعاني من الفطريات والأمراض وآخرون يقضون حاجتهم في المياه، وبعضهم يبصقون فيها، وفئة لا تأبه لنظافتها، كل هذه العوامل في المياه والكلور ينتج غاز fluoro methane وهو مادة مسرطنة، بحسب سعيد. والتقنية الحديثة التي تحدث عنها تحمي المواطن من هذه المشاكل مجتمعة لا بل تجعلها صالحة للشرب مهما بلغت درجة تلوثها. وكل ليتر من هذه المادة قادر على تعقيم 1000 ليتر. وتعقيم مليون ليتر من المياه لا تتخطى كلفته (60 cents) اي حوالي نصف دولار.