وفاة خديجة بعد تسمّم جسمها… متى تصبح الزائدة قاتلة؟
عانت خديجة آلاماً شديدة في بطنها، شخّص الطبيب المتابع لحالها مرضها باليرقان، لم تنفعها المسكنات فعندما ينتهي مفعولها يشتدّ الوجع من جديد وتهاجم الحرارة كامل جسدها. لم تخضع الى صورة شعاعية، لكن سرعان ما تورم جسدها نتيجة تخزن الماء الذي صعّب امكان تشخيص حالها بسبب كمية المياه الكبيرة. وبعد تدهور وضعها كثيراً خضعت لجراحة ليتبين ان “الزائدة الدودية انفجرت في بطنها وأدت الى تسمم جسدها ووفاتها”. فمتى تصبح الزائدة قاتلة؟ وما أهم أعراضها وعلاجاتها؟
يؤكد البروفسور في جراحة الجهاز الهضمي الدكتور رياض سركيس ان “أعراضاً كثيرة تظهر على المريض تجعلنا نشك بأنّها الزائدة واهمها ألم في البطن، تحرك الغشاء الباطني، فقدان للشهية والشعور بالغثيان واحيانا ارتفاع درجة الحرارة. احيانا لا يعاني المريض من الحرارة المرتفعة وتكون تحاليل الدم سليمة لكنه يعاني اعراضاً مشابهة للزائدة، عندها نقوم بإجراء “سكانر” للتأكد من صحة التشخيص. الخطوة الاولى في التشخيص تتمثل بالـ”سكانر” لأنه يظهر حالة الزائدة، فإذا كانت في بدايتها يمكن علاجها سريعاً، اما في حال كانت في مرحلة متقدمة (بعد مرور أيام) عندها نجري فحص المنظار الذي سيحدد لنا طريقة العلاج”.
نتيجة المنظار تحدد العلاج
برأي سركيس انه “لم يعد مقبول بعد اليوم عدم القيام بهذه الخطوات على اصولها، علينا التأكد من حالة الزائدة عبر المنظار. في حال وجود خراج كبير متقيح لا يجوز اجراء جراحة للمريض وانما يقوم طبيب الاشعة بسحب القيح من جسمه وبعد الشفاء من الالتهابات، نستأصل الزائدة بعد عدة اسابيع. اما في حال تبين وجود Plastron أي يكون محمراً وملتهباً عندها يمنع اجراء عملية ونعطي المريض المضادات الحيوية لعلاجه وبعد فترة نستأصل الزائدة”.
ويشير البروفسور في جراحة الجهاز الهضمي الى ان “الخراج في حال بقي في البطن يُسبب تسمماً في الدم، كما ان الالتهابات القوية تؤدي الى تمزق المصران. لذلك فإن التشخيص المتأخّر لالتهاب الزائدة الدودية يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات للمصاب وربما الوفاة”.
ليلي جرجس | المصدر: “النهار”