ولي العهد السعودي: بشار الأسد باقٍ…ولا يمكن أن يكون لنا علاقة مع “إسرائيل” قبل “حل قضية السلام” مع الفلسطينيين
أكد ولي العهد السعوي الأمير محمد بن سلمان أن السعودية لم تستغل حتى يومنا هذا إلا 10 في المائة من قدرتها، مشيراً إلى أنه لا زال لدى المملكة 90 في المائة متبقية لتحقيقها.
وأوضح بن سلمان في حوار مع مجلة “التايم” الأميركية أن السعودية عملت مع الولايات المتحدة إبان فترة الرئيس باراك أوباما، في مكافحة الإرهاب في بداية عام 2016، لافتاً إلى أنه كانت للرياض وواشنطن وجهات النظرذاتها تجاه النظام الإيراني والخطر الذي يشكّله، بحسب تعبيره.
وأشار ولي العهد إلى أن طهران لا تشكل تهديداً كبيراً للسعودية رغم وقوفها خلف كل مشاكل الشرق الأوسط، إذ لا يقارن اقتصادها أو جيشها مع الاقتصاد السعودي وجيش المملكة، بحسب تعبيره.
وشدد على أن جماعة “الإخوان المسلمين” هم الخطر الأعظم، إذ تعلم الجماعة المصنفة كجماعة إرهابية، أن منطقة الشرق الأوسط تتبع استراتيجيةً جيدة ضدهم في السعودية ومصر والإمارات والأردن والعديد من الدول الأخرى. إلا أن هدفهم الرئيسي يتمثل في جعل المجتمعات الإسلامية في أوروبا متطرفة. حيث يأملون بأن تصبح أوروبا قارةً إخوانية بعد 30 عاماً.
وفي رده على سؤال “إلى أي مدى تتوافق مصالح السعودية مع مصالح “إسرائيل”؟ وهل سيكون هناك مجال لإسرائيل في خطتك للتنمية؟”، قال ولي العهد السعودي: ” يبدو أن لدينا عدواً مشتركاً، ويبدو أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي. ولا يمكن أن يكون لنا علاقة مع “إسرائيل” قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن كلا منهما لهما الحق في العيش والتعايش. وحتى حدوث ذلك، سنراقب، وسنحاول دعم حل للسلام. وعندما يحدث ذلك، بالطبع في اليوم التالي سيكون لدينا علاقة جيدة وطبيعية مع “إسرائيل”وستكون الأفضل للجميع.”
كما كشف ولي العهد السعودي تفاصيل الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس للرياض، ولقائه الملكل سلمان بن عبد العزيز.
وقال، حول حقيقة استدعاء أبومازن لإخباره بأن يقبل بخطة السلام أو يرفضها: “تربطنا علاقة وثيقة بأبومازن، وأعتقد أنه ردّ على هذه الشائعات بنفسه ونفى صحتها”.
وواصل الأمير السعودي كاشفاً تفاصيل ما حدث وقال: “في الواقع أخبره الملك سلمان بأن هناك مقولة في المملكة العربية السعودية تقول: إن أهل مكة أدرى بشعابها. لذلك دائماً ما يذكره الملك سلمان ويخبره: كما تعرف يا أبومازن، أهل مكة أدرى بشعابها، ونقول إن أهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسباً لك سندعمه. أياً كان ما نسمعه من حلفائنا الأمريكيين، أياً كان، سنحاول إيضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب.
وتناول بن سليمان في حواره الملف السوري، وقال: “اعتقد ان بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا. ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد، وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيدولوجيتها، حينها بشار، سيكون دُميةً لإيران.”
واضاف: “لذا، فمن الأفضل لهُ أن يكون نظامهِ قويًا في سوريا،وهذا الأمر أيضًا سيكون إيجابيًا بالنسبة لروسيا. أما روسيا، فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة وأن يُمكنوا بشار ولديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران. لذلك، فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ماهي النسبة المئوية لذلك. ولكن بشار لن يرحل في الوقت الحالي. لا أعتقد أن بشار سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب لما ستحدثه من تعارض بين الولايات المتحدة وروسيا ولا أحد يريد رؤية ذلك.”