و تحقَّق حُلمُ يُوسفَ ❥إِنِّي رأيتُ أَحدَ عشَر كَوكَباً ❥ (بقلم سلام دقماق)
بّقًلُمٌ سِلُامٌ دِقًمٌاقً ..
أيّها الشّهداءُ الرّاحلونَ إِلى روضاتِ الجِنانِ ، يا أدمعاً تسقُطُ من أعينِنا فِي لحظاتٍ من سَعَادةٍ ، لِنجدَ قُلوبنَا لكمْ فِراشاً ناعماً و أوردتِنا وسائِدَ تفتخِر لنومِكُم عليها ..
إِنَّها الشَّهابيةُ أُمُّ الشُّهداء ، تزفُّ أَبطالاً للهِ أَصفِياء ..
إِنهم أَحدَ عَشرَ شَهِيداً ..
سأبدأُ الكلامَ ، بِأوّل شهيدِ دفاعِ مقدّسٍ سقطَ من بلدتنا الجنوبيّةِ الحبيبةِ ..
“حُسين فقيه” ، بحروفِ إسمكَ يتلألأُ ضياءُ القمرِ ، و يتوهّجُ نُورُ الشّمسِ ، و من إِبتسامةِ عينيكَ يلمعُ فينا بريقُ الأعين ، و من ضحكةِ شفتيكَ نستمدُّ سعادةَ الحياةِ ..
يا أوّل شهيدٍ أنارَ بلدتَنا ، أنقولُ فيكَ الأحرفَ وَ أنتَ قوَاميسُ الكلامَ أم نكتفِي بكتابةِ جميل الكلماتِ إليكَ ..
أُعذرني يا حُسين عن قلّة الكلام ، فهناكَ شهداءٌ ارتحلوا بكَ ، سأتكلّم عنهم قليلاً ..
“حسن ناصر الدّين” ، ها هيَ أنوارُ الأيّامِ تأخذنا إلى سماءِ بحرِ عينيكَ ، لتُذيبَ جليدَ الدّموعِ في أعيننا الناّطقتين بإسمكَ ، أيها الشّهيد الذّي أسقطَ دماؤهُ في أرضِ الشّام ، دفاعاً عن أختِ الإمام ، هنيئاً لكَ وصولكَ يا أبا ناصرَ ..
“ياسين صبرا” ، سرتَ كالليلِ حاملاً فُسحةَ أملٍ أضاءتْ لنا وحشةَ الظلامِ ، حانَ وقتُ رحيلكَ عن حبّكَ للجنوبِ الطّاهرِ ، أينَ أنتَ و حُلمكَ الصّغيرِ مع ابنةٍ ما لبثتْ أن فقدتهاْ من هذه الحياة اللئيمةِ الظالمةِ ، هيَ حالُ الدّنيا يا أبا جهادٍ لعلّ رحيلكَ خيراً لـ لقاءِ ابنتكَ الصّغيرة ..
“صلاح الدّين يوسف” ، وَ أي صلاحٍ أنتَ أشعلتَ بقلوبنا نارَ الإشتياقَ لكَ بعدَ طول فراق ، أيا ساجدًا أذّن آذان الفجرِ ليرتحلَ إلى علياءِ الشّهادةِ ، هو أنتَ العزُّ الذّي هدّم قوّةَ الكفّارِ بجسدِه المفدّى ، هوَ أنتَ تاريخُ المجدِ في حاضرنَا و فِي حاضر أولادِ مجاهدينَا ، أرنا بسمتكَ الليلةَ في ضوءِ القمَر ، لنستعيدَ الحياةَ أيّها القائدُ البطلُ ..
“كمال الدِّين كيكي” ، هو الشَّهيد الذي أتَى من عينِ الشَّمسِ لِيُضيءَ عتماتِ القُلوبِ التِّي أَعمَاهَا حُبُّ الدُّنيا .. هو الذِّي هبطَ علَى أَكُفِّ ملَائكةِ الرَّحمة شَهِيداً تقيَّاً طاهِراً ..
“مُرتضى يوسف” ، يا شهيداً عزفَ على أوتارِ صوتِ أمّه الحزين كلاماً و دموعاً ، ليهبّ النّسيم حاملاً على بساطهِ جُثةً هامدةً فوقَ التّراب ، هذا باقرٌ سقى الأرضَ من دمَاه لترتوي من ظمأ الحريّة ، قمْ يا مُرتضى ، أمّكَ تنادِيكَ فقدْ نسجتْ لكَ من دموعها “كفن الرّحيل” ، اهنَأ يا باقر فخلودكَ في الجنَانِ أجملُ ..
“علي حمادي” ، يا شهيدًا افترشتْ لهُ الأرضُ وروداً لعرسهِ الأخير ، ها هيَ عصافير الحريّةُ تُزغردُ فوق رأسكَ المقدّسِ ، مُعزيّةً الزّهراء “ع” ، لا عجبَ برحيلِ الشّمسِ يا علي فهي تُشرقُ من وجنتيكَ ، ها هيَ الشّهابية تحتضنكَ في أحشائهَا و تلملم أحزانكَ مواسيةً ابنتكَ ، لتحطّ رحالكَ على سواحل الفردوسِ ..
“حسَين ركَين” ، يعجَزُ الكَلام عَن وصفكَ يا رَبيعاً ارتحَلَ قبلَ أَن تُزهِرَ وُرودَهُ ، لمَ رحلتَ باكراً .. ؟ لمَ عزفتَ ألحانَ الشَّهادة عريساً ..؟ فَإليكَ أَيُّها النُّور الذِّي أَضاء الدُّروب هنيئاً ..
“زينُ العَابدِين يُوسف” ، يا شهيداً واسى الحُسينَ و لا زَالَ يواسِيه .. فها نحنُ نرسمُ لكَ الآَهات ، و نحكِي الَآنَّات ، ونُسيل العَبرَات ، فَـ أَجبنا يا جَسدَ زَين ، مَتى ستعوُد إِلينَا وَ تُقِرَّ العَين .. ؟
“أَحمَد بَيضُون” ، هو ذاكَ المُجاهدُ الذِّي هَوَى فِي حُبِّ الجِهَادِ شَهيدَاً ، هوَ من عَرجَ إِلى السَّماء سعيداً ، هو الذِّي نزفَ دِمَائِهِ ليلوِّن الزُّهور بل هُوَ الذِّي رتَّل قصائدَ الشَّوقِ قبل رحِيلهِ بأحلَى شُعور ..
“عَلي ركين” ، هُنا تعجَزُ الأَحرُفَ عن الكِتَابة .. فـ “يُوسفَ” انطوَى عُمرهُ باكِراً ، فهوَ الذِّي رحلَ مع الفَجرِ لـــ يدَافِعَ عنْ العَقِيلة ، وهو من مـــضى تاركاً بسمتهُ في صورٍ تَبقَّت لنا ذِكرى هو الذي ارتحل تاركاً وصيَّةً تقشعِّر لها الَأبدَان وكلماتٍ يهزُّ بها الوِجدَان..
هنَا لم ينتهِ الكَلام ، فَـ أَبياتُ القَصائدِ سَتُكتَبُ مِن جَدِيد ..
هنيئاً لكم يا شهداء الشّهابية الأطهار و سلامٌ عليكم أيها الأحباب و تحيّةٌ لكمْ فرداً فرداً ..
و إلى أرواحكم الفاتحةِ و السّلام ..