”اللعبة تغيّرت”… شربل | “الضربة لي ما بتقتلنا بتقوّينا”
ليبانون ديبايت
لفت الوزير السابق مروان شربل الى أن “الرئيس سعد الحريري مالئ الدنيا وشاغل الناس منذ شهر تقريباً”، معتبراً أن “ضغطاً خارجياً وليس داخلياً أدّى الى اتخاذه قرار تعليق العمل بالحياة السياسية”.
وقال شربل لـ”ليبانون ديبايت”: “الضغط الداخلي كان ضد هذه الخطوة، وجرت محاولات لإقناعه بعد الإقدام عليها، فإذاً بقيَ الضغط الخارجي من أين أتى ولماذا وما الهدف منه؟، وهل الرئيس الحريري بعزوفه عن الإنتخابات النيابية ليس بمفرده هذا يطرح علامات إستفهام كبيرة”؟.
أضاف: “هناك ضغط خارجي واليوم اللعبة على الساحة اللبنانية قبل الإنتخابات النيابية بثلاثة أشهر تغيّرت وتغيّر كل شيئ. كنا ننتظر الإنتخابات لتغيير مجلس النواب ولا يهمنا النتيجة المهم أن تسير عجلة الدولة والديمقراطية بهذا البلد وأن نقوم بالإصلاحات، حالياً بتقديري الأمور نائمة على عتبة الإنتخابات النيابية وهناك أمر استجدّ اليوم، كنا متنبّهين له ولكن تأكّدنا منه منذ تاريخ إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله وعمل تياره من العمل السياسي”.
وسأل: “هل الضغط الخارجي الذي تعرّض له لمنعه أو تنحيته أو قبوله بعدم خوض الإنتخابات ممكن أن يشكّل تهديداً له (سياسياً)، ونحن نعلم أن الخارج يضغط لحصول الانتخابات، وقد يكون ما حصل أنهم اعتقدوا منذ أشهر أن المنظومة ستتغيّر وستحصل تغييرات في مجلس النواب، ولكنهم عندما شعروا أن المنظومة ذاتها ستعود لجأوا الى طريقة أخرى وهي الطلب من الحريري أن يعتذر، وباعتذاره وهو عامود من الأعمدة التي كانت موجودة في الحكم، تبدأ “حجارة الدومينو” بالإنفراط أولهم الرئيس الحريري الذي يعتبر زعيماً من زعماء الطائفة السنيّة، وهو حليف يشكّل واجهة كبيرة بالإنتخابات النيابية وفي مجلس النواب”.
ومضى قائلا: “لذا عندما يعتذر الحريري يجب أن نفكّر هنا ما هو مصير التحالفات الإنتخابية ومصير حلفائه الذين كانوا يتبادلون الأصوات كما حصل في انتخابات 2018، هل هو بداية ونهاية أو هو بداية لتغيير جذري في مجلس النواب”؟
وردا على سؤال لصالح من سيكون تعليق العمل السياسي لـ”المستقبل”؟، أجاب: ”من المؤكّد مثلا أن الرئيس نبيه بري سيفوز بالإنتخابات، لكن هل سيحصل على أكثرية الأصوات إذا ترشّح لرئاسة نيابة المجلس؟، هل جبران باسيل إذا تعرّض لضغوط كبيرة سينجح بالإنتخابات النيابية؟ هل وليد جنبلاط سيحصل على نفس عدد الذي حصل عليه في الانتخابات السابقة”، بالتالي هذه كلّها ضغوطات لتغيير الأكثرية في مجلس النواب”.
وعن تداعيات غياب الحريري رمز الاعتدال السنّي، رأى شربل أنه “ستجري محاولات لتعزيز الفريق الذي سيواجه حزب الله”، نافيا أن “تحل الجهات المتطرفة ومحور إيران محلّه، وإن دخلوا المجلس أعدادهم ستكون قليلة ولن يكونوا فاعلين، فالهدف خلق أكثرية معارضة تقف بوجه الموالاة التي سيترأسها حزب الله”.
وعما إذا كانت هذه الخطة ستنجح، قال شربل: “يظهر ذلك قبل الإنتخابات بفترة فآخر مهلة للترشيحات بحلول 15 آذار المقبل، عندها نعرف من ترشّح وكيف ستتألّف اللوائح”.
وشدّد شربل على أنه لا “يمكن تعطيل الانتخابات إلاّ عبر حادث أمني، ولا أعرف إذا كان أحد ما يستطيع تحمل تداعياته. وإذا تعطّلت الإنتخابات لا تمديد للمجلس والحكومة تصبح حكومة تصريف أعمال في 21 أيار ونصل الى الانتخابات الرئاسية ولا رئيس تصبح الدولة عندها شبه منحلّة، عندها هل يبقى الوضع الأمني كما هو؟ هل تحصل فوضى؟ هل يزيد الجوع والسرقات والجريمة؟، لذا لا يحلم أحد بعدم إجراء الإنتخابات نظرا لخطورة نتائجها”.
ومضى قائلا: “قد يكون السيناريو المخطّط له إذا لم تحصل الإنتخابات وحدثت خضات أمنية ومشاكل، أن تطلب بعض الفئات تدخّلاً خارجياً كما تدخّلت الدول العربية بالحرب اللبنانية قد تتدخّل حينها دولاً غير عربية”. وأشار الى أنه “صحيح أن الرئيس سعد الحريري نجح بمنع الحرب الأهلية، لكن هل بخروجه هذا الأمر سيستمر”؟.
وعن المخاوف من تصعيد خليجي جديد تجاه لبنان إذا لم تثمر “المبادرة الكويتية”، قال شربل: “كله وارد ولبنان مفتوح حالياً على كل الجبهات فاتحة من الآن حتى موعد الإنتخابات النيابية”.
في الختام، أكد شربل أننا “سنمر في مرحلة صعبة، غيمة سوداء وليس رمادية ستمرّ ولكن بعد الإنتخابات ستتحسّن الأوضاع، فالضربة التي لا تقتلنا تقوّينا ولبنان سيعود أفضل”.