27 ك٢ … ذكرياتٌ وآمال | بقلم فاطمة جواد بيضون
أنا منذ نعومة ملامحي فقدت أبي .
هو الماضي والذكريات ، فأنا صغيرته بعد ستة شباب ، كان يحبني كثيرآ ، ويأخذني معه أينما ذهب ، لم يفارقني البتة وكأنني وحيدته ..
ولكن ؛
فقدته وأنا في أول صباي … رحل باكراً ولم ترحل ذكرياته ، فهو الحاضر الدائم في خلَجاتي .
وأنا في حسراتي وفقداني المؤلم لأبي مرضت والدتي مرضا عضالا ، ولأنني البنت الصغيرة بقيت معها وإلى جانبها ، ولم أعد أرَ الحنان والاهتمام وحتى الطعام من تحت يديها ، فأصبحتُ الام والبنت لها .
وأخذت تمر السنين وتزداد المسؤوليات وصعوبات الحياة .
وأحسست أنني لوحدي ، أعيش أياماً صعبة ، مكسورة الجناح لا أباً أشكو له و لا أماً أختبئ بحضنها .
ولكن والحمدلله ؛
تخطيت كل هذه الصعاب والتحديات بجدٍّ وكفاح ، حتى غدوت فتاة ناجحة ، بفضل رحمة ربي الواسعة ودعاء أمي ..
ورغم مرارة اليتم وصعوبته واجهت كل التحديات ، فأنا اليوم الشابة القوية المعتمدة على الله وعلى نفسها ..
ويكفيني في ذلك محبتي الصادقة للناس وحبُّ الناس لي وثقتهم ، ورغم كل الأهوال التي واجهتني، تابعت دراساتي العليا متحديةً كل الواقع المرير ، فوصلت ..
في رحيل الغالي كتبت هذه الأسطر لأبعث برسالة صادقة ملؤها الحب والنجاح لكل من يقرأ ، أنّ فقد الغاليين يجب أن يعطي قوة إضافية ولا يحبط العزائم .
رحم الله أبي الذي ترك خلفه أجمل الذكريات وأرقى الضحكات التي كانت تولّدُ في قلبي حرارات حبٍّ وأمان ..
فإن الاعتماد على الذات أرقى أنواع الكفاح والجهاد ، مهما خسرنا أو فقدنا يجب أن نبقى أقوياء.
هي سنّة الحياة ..
فأي إحباط يعني سقوط والنجاح لا يقدم بالمجان ..
اتمنى من كل شابة فقدت أب ، أم ، زوج ، أو حتى حبيب …. أن تعتمد على الله وثقتها بنفسها ، ولا تنكسر أمام الصعوبات ، بل تنظر للمستقبل وتضع النجاح أمامها ليرتاح من تحب في قبره ..
فللنجاح طعمٌ آخر..
( الحمد لله دائمآ وابدا )