“نصر وكرامة” | بقلم عبير بيضون
ويرحل الشهيد منهم تاركاً قلادةً يعانقها التراب، عله يلامس شيئاً من قداسة الصدر التي عُلقت عليها ..
تلك القلادة ليست بقطعةٍ معدنية .. إنما هي الشاهد الصادق على البطولات والذكريات ..
فهي مَن شاهدت الجراح والأشلاء، وشهِدت عليها ..
وشهِدت وقائع أشبه ما تكون بواقعة الطف ..
شهِدت نيراناً ورصاص .. دعاء وصلاة .. زحفاً بين الأشواك ..
شهِدت حوادث الأيدي والأرجل التي عاد أصحابها، و بقيت هي هناك ..
شهِدت في العيون دمعات، وسمعت من الأعماق هتافات : “لبيكِ يا زهراء” ..
نعم، هذه القلادة كانت خير شاهدٍ على تلك النِعال التي روت تعباً لامس دروب النصر، وفاح بعبير الشهادة ..
فيا لرفعة هؤلاء الشهداء الذين قاوموا الذل والإنكسار .. واتخذوا من كربلاء العزة والكرامة نهجاً وطريق ..
أما أنتم أيها الأبطال الشجعان .. يا رهبان الليل وليوث النهار .. يا مجاهدينا وجرحانا .. يا من بذلتم ولا زلتم تبذلون ولا تبخلون بالعطاء في سبيل الله عز وجل ..
لكم مني أجمل صلاة، وأصدق دعاء .. بأن يحفظكم ربي بعينه التي لا تنام ..
دمتم لنا أعزاء لنحيا دائماً بكم ومعكم بعزٍ وكرامة ..
بوركتم .. وبوركت سواعدكم يا صنّاع النصر والكرامة..